الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
118314 مشاهدة
أقسام الناس بين العلم والعمل

فيكون عندنا أربعة أقسام:
العالم الْمُطَبِّق الذي تَعَلَّمَ وعرف وطبّق وعمل، فهذا على سبيل النجاة.
والثاني: العالم الْمُتَفَقِّه الذي لم يُطَبِّقْ ولم يعمل, بل تعلّم, ولكنه ترك العمل وأعرض عنه, فهذا هالك.
والثالث: الذي أَصَرَّ على الجهل وترك العلم, وترك العمل, هذا أيضا هالك.
والرابع: الذي عمل, ولكن بدون علم, تخبط في العمل, وأخذ يعمل, ولكنه ليس على نور ولا على برهان, فعمله مردود.
فَنَعْرِفُ بذلك أن ثمرة العلم العمل. نرجو أن نكون بتعلمنا في هذا المكان, وفي غيره نقصد بذلك أن نعمل على برهان وبصيرة؛ سيما ونحن نكرر في هذا الدرس -درس العقيدة- أي: ما يتعلق بعقيدة المسلم, ماذا يقوله بلسانه في ربه سبحانه، وماذا يعتقده بقلبه, وماذا يعرفه من الأدلة على ذلك، وكذلك دلائل الإيمان الغيبية؛ الإيمان بالغيب، وما إلى ذلك, فإن هذه العلوم وإن كان أكثرها اعتقادا, فإن الاعتقاد والتوحيد الاعتقادي يبعث على التوحيد العملي.