الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
121507 مشاهدة
ما ورد في أهل الجنة

...............................................................................


ورد في أن أهل الجنة أنهم لا يبولون, ولا يتغوطون, ولا يمتخطون، وأن نساءهم لا تحيض, لا يعتريها دم طمث, ولا دم نفاس ولا غيرها. واختلفوا هل يكون فيها توالد؟ والمشهور أنه ليس هناك توالد.
ورد من الحديث الذي سمعنا أن الرجل من أهل الجنة يشتهي الولد, فيكون حمله ووضعه ونموه وشبابه في ساعة أو ساعات قليلة. هذا قد يكون مثالا، وإلا فالأصل أنه ليس هناك مَنِيٌّ ولا مَنِيَّةٌ. الوطء الذي يتمتعون به لزوجاتهم إنما هو لأجل الشهوة واللذة التي يلتذ بها الإنسان. فأكلهم لأجل التلذذ، وكذلك وطؤهم لزوجاتهم من الحور العين, ومن نساء الدنيا إنما هو لأجل قضاء الشهوة والتلذذ بها بذلك, لا أن هناك منيًّا, ولا أن هناك توالدًا. فهذا هو المشهور. ترغيب المؤمنين, أو ترغيب أهل الدنيا لأنهم في هذه الدنيا يعرفون أنَّ مِنْ لذة الدنيا التمتع بالشهوات, مثل شهوة الوطء والاستمتاع، فأعطوا في الجنة مثل هذه الشهوة، وجعل لهم زوجات من الحور العين ومن نساء الدنيا.