شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
طالب الجنة لا ينام
...............................................................................
والحاصل من هذا كله: أن يؤمن العبد المسلم بهذا, ويصدق بأنه حق كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك أيضا يحمله على أن يطلب الجنة بكل ما يستطيعه، ويبذل فيها كل ما يقدر عليه. إذا تصور أو استحضر ثواب الله ونعيمه لم يَقرَّ قراره حتى يتحصل على العمل الذي يؤهله؛ ليكون من أهل هذه الدار التي هي دار كرامة الله؛ كما ورد عن بعض السلف أنه قال: عَجِبْتُ للجنة كيف ينام طالبها؟! وعجبت للنار كيف ينام هاربها؟!
الجنة إذا طلبها وتعجب مما فيها، وعرف ما أعده الله تعالى فيها، فإنه يهزه الشوق إلى أن يندفع بالأعمال الصالحة التي تجعله مستحقا لذلك النعيم الذي لم يخطر له على بال. في حديث مشهور أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> يؤتى بأبأس الناس في الدنيا من أهل الجنة، فيغمس غمسة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم: هل رأيت بؤسا قط؟ هل مرت بك شدة قط؟ فيقول: لا يا رب، ما رأيت بؤسا، ولا رأيت شدة، ولا مرت بي شدة متن_ح> رسم> وقد كان في الدنيا يلاقي صعوبات وعذابا وآلاما، ويلاقي ابتلاء وامتحانا وفقرا ومرضا ونحو ذلك، ولكن ينسى ذلك كله إذا أدخل في الدار الجنة، وينسى ما هو فيه قبل ذلك من الشدائد والمحن والآفات، ينسيه ما هو فيه من هذا النعيم.
مسألة>