عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
145006 مشاهدة print word pdf
line-top
بحث في: علامات قبول أعمال الحج وأثرها على العبد المسلم

فكل يحب أن يقبل عمله، أن يكون عمله مقبولًا عند الله وزادا عليه؛ ولهذا القبول علامات ظاهرة.
علامة القبول: أن يرجع أحسن مما كان عليه من قبل، وذلك من آثار هذه العبادة، ومن آثار هذه الأعمال الصالحة التي أنت تعملها، فطوافك بالبيت عمل صالح، وسعيك بالصفا والمروة ورميك الجمار، وذكرك لله تعالى، وجلوسك في هذا المكان، ومبيتك بمنى وفي المزدلفة ووقوفك بعرفة وتلبيتك وتكبيرك وأذكارك ودعواتك . هذه كلها أعمال صالحة، هل تحب أن تخسرها؟ هل تحب أن ترد عليك ويضرب بها وجهك، ويقال: خبت وخسرت وتبوأت منزلة من النار؟! حيث إنك ما أخلصت فيها، أو حيث إنك ما جعلتها لله سبحانه وتعالى. أم تحب أن يقبلها الله، وأن يثيبك عليها، وأن يجزيك عليها جزاء أوفى، جزاء الحسنى إذا كان كذلك فإنك من المقبولين.
وعلامة القبول: أن يرجع أحسن مما كان عليه، فإذا كنت مثلًا مفرطا في الصلوات، أو تتأخر عن صلاة الجماعة فإنك بعد رجوعك تتغير، تتأثر، وتجد الذي تأثر بذلك يسابق غيره إلى المساجد، تجده يحرص على مسابقة المسلمين إلى الصفوف الأولى، وتجده يحافظ على الصلوات في بيوت الله تعالى، ويتقرب إلى الله بالنوافل، يتقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- بالتطوعات، ويصلي قبل الفرائض ويصلي بعدها، ويصلي في الليل، ويصلي في الضحى، ويحب هذه الصلاة.
وكذلك أيضًا من علامة القبول: كثرة ذكر الله تعالى. تجد الذي قبل عمله دائمًا يذكر الله، ويتلو كتابه، ويدعوه ويتنفل بنوافل العبادات، ويتقرب إلى الله بصيام التطوع، ويتقرب إلى الله تعالى بالصدقات. صدقات التطوع، ويتقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- بكثرة الأعمال الخيرية. هذا كله من علامات القبول.
كذلك أيضًا من علامات القبول -بلا شك- أن يقلع عن السيئات، ويبتعد عن المحرمات التي كان يفعلها من قبل؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، ولا يجتمع في قلب المسلم محبة الطاعة وفعل المعصية، فالذي يحب الله تعالى يكره معصيته، الذي يحب ربه يبغض أعداءه. يبغض أعداء الله تعالى وهم الشياطين، ودعاة الشياطين. الدعاة إلى المعاصي، لا شك أن هذا حقا مشاهد.
لا يجتمع حب الله تعالى وحب أعدائه، لا يجتمع حب كلامه وحب كلام غيره . حب كلام أعدائه وفي ذلك يقول ابن القيم
حـب القرآن وحـب ألحان الغـناء
فـي قلـب عبـد ليس يجتمعـان
الذي يحب القرآن يكره الغناء، وينفر منه، ويبتعد عنه، ويحقره، يعرف أنه قرآن الشيطان، هكذا يعرف قرآن الله، قرآن الشيطان لا يمكن أن يجتمعا في قلب عبد مؤمن.
وكذلك أيضا إذا كان –مثلا- مبتلى بشيء من المحرمات فإن عليه أن يعاهد الله ألا يعود إليها بقية حياته، وإذا كان يشرب الخمر عاهد ربه في هذه المواسم على ألا يعود إليها، وأن يختم عمره بعمل صالح، وأن يبتعد عنها وعن إثمها.
وكذلك إذا كان مبتلى بشرب الدخان، وما أكثر الذين يتعاطون هذه الشجرة الخبيثة، التي تشهد العقول السليمة والفطر المستقيمة بقبحها وخبثها وشناعتها؛ فالذين ابتلوا بذلك عليهم أن يعاهدوا الله ألا يعودوا إليها مدى الحياة، وأن يتركوها تركا كليًا، وما أسهل تركها مع العزم، الذي يعزم على الترك، ويصبر عنها أياما قليلة ويقول: أوثر المضض.. عليها؛ الموت ولا هي ، يصبر عليها أياما، وبعد ذلك يهديه الله تعالى ويعصمه.
وكذلك الذين ابتلوا بتعاطي شيئا من المخدرات عليهم أن يتوبوا إلى الله، ويبتعدوا عنها وهكذا الذين ابتلوا بالنظر في الصور الخليعة، والأفلام الخليعة، والصور الفاتنة التي تعرض على الشاشات بواسطة القنوات الفضائية، أو بواسطة الأشرطة الماجنة التي تحتوي على هذه الصور الخليعة -عليه أن يتوب ويعلم أنها فتنة، وأنها مصيبة عظيمة، وأنها داعية إلى الشر وإلي المنكر.
وهكذا جميع المحرمات يرجع المسلم وقد تاب وأناب إلى الله تعالى، ويترك المحرمات كلها؛ الله تعالى ما حرم هذه المحرمات إلا رفقا بالأمة وحماية لها؛ فحرم السرقة، والاغتصاب –مثلا- للأموال، والاختلاس وما أشبه ذلك؛ حماية لأموال المسلمين وحفاظا عليها، ورتب على ذلك القطع . قطع اليدين أو التعذيب أو نحو ذلك، فمن كان عنده مظلمة لأحد من إخوانه المسلمين فعليه أن يتوب، ويرد المظالم إلى أهلها، ويبتعد عن معاودة هذا الأخذ؛ أخذ الأموال بغير حق قال الله تعالى: وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ أي أموال بعضكم بعضا .
وكذلك حرم الله تعالى الزنا ومقدماته، ورتب على ذلك عقوبة شديدة رتب عليه الرجم والجلد والتغريب، ولا شك أن ذلك كله حماية للأعراض وحماية للأنساب حتى يحفظ الإنسان نسبه، فلا يقع في فعل فاحشة محرمة؛ كل ذلك لأجل أن يبتعد المسلم عما حرم الله، ومن كان مبتلى بشيء من ذلك فليعاهد ربه على ألا يعود إلى مثل ذلك، لا يعود إلى الزنا، ولا إلى فاحشة قوم لوط ولا إلى النظر في مسببات ذلك ولا إلى لمس أجنبية، أو النظر إليها، أو النظر إلى صورة عبر شاشة، أو مجلة خليعة أو ما أشبه ذلك يتوب من ذلك توبة صادقة؛ فذلك كله علامة قبول عمله.
وهكذا أيضًا فإن ما ابتلي به كثير من النساء التبرج والتكشف الذي سماه الله تعالى: تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ ، قال الله تعالى: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى .
التبرج: هو إبداء المرأة زينتها ومفاتنها، كأن تبدي وجهها وقد جملت وجهها، وأن تبدي مثلاُ يديها وحليها؛ لتفتن من ينظر إليها، وتظهر بمظاهر فتانة تلفت الأنظار إليها، لا شك أن هذا كله مما حرمه الله تعالى.
فالمسلم عليه أن يبتعد عما حرم الله، وأن يقتصر على ما أباحه الله، وعلى المرأة أن تستر عورتها فوجهها عورة وشعرها، وكذلك يداها وزينتها أمام الرجال الأجانب ما أباح الله لها إبداء ذلك إلا عند محارمها، قال الله تعالى: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ إلى آخر الآية، هؤلاء هم الذين تبدي لهم زينتها ؛ يعني وجهها مثلًا ويديها وقدميها: أبوها وأبو زوجها، وابنها، وابن زوجها، وأخوها، وابن أخيها، وابن أختها، وعمها، وخالها هؤلاء محارمها.
أما غيرهم فعليها أن تستر زينتها، والوجه بلا شك مجمع المحاسن؛ فعلى كل ولي أن يغار على نسائه، وأن يحرص على تسترهن وإبعادهن عن الفتنة، أو عن أسباب الفتنه؛ فإذا رجع الإنسان متأثرًا في هذه العبادات، وأطاع الله تعالى وابتعد عن المحرمات رجي بذلك أن يكون عمله صالحا مقبولا إن شاء الله.
نسأل الله أن يقبل منا صالح أعمالنا، وأن يثيبنا على ما .. وما علمناه في هذه الأعمال، وأن يضاعف لنا الأجور ويغفر الذنوب ويستر العيوب ويكفر السيئات ويمحو الخطايا والزلات.
نسأله سبحانه أن يجعل حجنا مبرورًا، وذنبنا مغفورًا، وسعينا مشكورًا، وعملنا صالحًا مقبولًا، وتجارتنا لن تبور إنه على كل شيء قدير. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم...
السلام عليكم وحمة الله وبركاته وفي الختام جزى الله فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن الجبرين ... فضيلة الشيخ نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك.
أسئـلة
س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء، نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك. فضيلة الشيخ، سبق وأن .. دورتنا فتوى عظيمه ..تحمي العشرات من... بها في اليوم الثاني عشر.. وهي جواز الرمي أم لا الجواز؟ نرجو من فضيلتكم التوضيح ..الأجر هذه الفتوى حتى تحمي العشرات من رجال ..
هذه الفتوى هي أن يفوته الرمي رمي الجمار من تعجل للضرورة ..حجه. المتعجل هو الذي يتعجل في اليوم الثاني عشر يعني أنه ينفر ويخرج من منى اليوم الثاني عشر، ويخطف من الرمي يومان: يوم الحادي عشر ويوم الثاني عشر، فلازم التعجل يرمي قبل الزوال، يفضل أن يكون ذلك للضرورة، وأن يكون خشية حقمة الناس، فأن يكون قبل الزوال بساعة أو بساعتين، وإذا قدر على ألا يخرج من منى إلا بعد الزوال فذلك أفضل، وأن الذي لا يتعجل؛ بل يبقى هذا اليوم ويرمي غدا، فليس له الرمي قبل الزوال إن تمكن أن يرمي قبل الغروب وإلا رمى بعد الغروب ولا حرج في ذلك، يرمي بعد المغرب وبعد العشاء ولو كانت الساعة الثانية عشر أو الرابعة ليلا؛ ففي ذلك رخصة وتوسعة.
وأما اليوم الثالث عشر فلا نرخص في الرمي قبل الزوال؛ وذلك لوجوب السعة، فإن أكثر الناس قد تعجلوا وخرجوا، فلم يبق هناك زحام ولا خطر من الزحام فيرمون بعد الزوال، فمن رمى قبل الزوال ترخص مثل من سبقه، وهناك من أفتى بذلك قديما.
س: جزاكم الله خيرا الجزاء . ما حكم ستر المرأة العورة لبس المرأة في الصلاة، خاصة أن بعضهن ... علاوة على ظهور قدميها أثناء الصلاة ...؟
.. المرأة عورة فلا يجوز لها أمام الرجال أن تبدي وجهها ولا تبدي شعرها ولا يديها ولا رجليها، فإذا كانت في الصلاة سترت جميع بدنها؛ يديها ورجليها ولم يظهر منها إلا الوجه فقط إذا لم يكن عندها رجال أجانب، فإن كان عندها أجانب فإنها تستر وجهها عن نظر الرجال إليها، أما إذا كانت خالية فإنها تستره عدا وجهها، فكذلك ما ذكر من إسباغ الوضوء معناه الاحتياط في غسل الأعضاء، غسل الوجه إلى أن يتحقق أن الماء قد غمره، وكذلك غسل اليدين وغسل الرجلين.
إسباغ الوضوء معناه: الاحتياط بأن يتغلب كل عضو بالماء ليطهره.
س: حدود الوجه .
فحدود الوجه. الوجه هو ما تحصل به المواجهة وهو الذي يغسل في الطهارة. أي من منابت شعر الرأس إلى ما بدر من اللحيين والذقن فإلى أصول الأذنين؛ يعني من أصل الأذن إلى أصل الأذن، ومن منابت شعر الرأس إلى الذقن .
س: جزاكم الله خيرا ... من منى إلى عرفات ... حتى الآن ...
تكرر الكلام عنه إذا عرف بأنه يغشه فلعل ظاهره أن يفقده قبل الرحلة، وإذا حصل التفرق قبل أن يفقد صاحبه فصاحبه الذي وجده يعتبره كالرفقة، فالأولى أنه يتصدق به عن صاحبه.
جزى الله فضيلة الشيخ ...

منزلك في المكان الأسمى في الفردوس الأعلى. فضيلة الشيخ قد صدرت أوراق الأسئلة والاستفتاءات بحبكم في الله -عز وجل- ونشهد الله جميعًا على حبكم في الله، والله إنا لنحبكم ونحب طاريكم وذكركم، وكثيرة هي الأسئلة وبعضها يتعلق بالمناسك وبعضها بغير ذلك، ولاسيما التي جاءت من عند النساء، فقد خصصنا كثيرًا من الأسئلة اليوم ولعلها تناقش بعض المشاكل الاجتماعية والمشاكل الزوجية.
فما مثابة شيخنا في هذا المجلس إلا كالمعالج للمشاكل والمؤلف بين القلوب. فقد يسمع أحد السامعين سؤالا ويعرف أنه هو المقصود فما عليه إلا أن يستمع من علاج للمشكلة؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- جعل العلماء والدعاة المصلحين في الأرض وفق الله الجميع.
س: فضيلة الشيخ، هذه الحجة هي حجة الإسلام ولقد حدث لي موقف مع أحد الحجاج في يوم عرفة بعد غروب الشمس أثناء النزول إلى مزدلفة ولقد تشادينا في الموقف بالصوت المرتفع، وأنا من وقتها وأنا حيران والوساوس تشغلني ومتخوف والفسوق في الحج فماذا تنصحني أن أعمل وجزاك الله خيرًا؟
أولًا: نحن إن شاء الله جميعًا من المتحابين في الله الذين ورد ذكرهم في الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم: المتحابون في الله عن يمين الرحمن على منابر من نور يغبطهم الأنبياء والشهداء .
وفي حديث آخر حديث قدسي قال الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين في والمتباذلين في والمتزاورين في ولا شك في أن كل مسلم يحب الخير لإخوته المسلمين كما أنه يحبهم من قلبه، فهو أيضًا يتمني الخير لهم ويحرص على إيصاله.
والجواب على هذا السؤال أن نقول: عليك أن تتوب وتستغفر الله تعالى، والله تعالى يقبل التوبة عن عبادة ويعفو عن السيئات، فقد يكون هذا الذي جادلته أو تشاذ معك بكذا هو المبتدئ أو المعتدي؛ فيكون هو الظالم والله تعالى يقول: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ فعلى كل حال التوبة تجب ما قبلها.
س: أحسن الله إليكم. وهنا سؤال آخر للسائل نفسه يقول: هناك فرقة من الإسماعيلية حولنا في السكن، وقد تبناها المكارهة وكما يسمون أنفسهم المكارمة أو كذلك المكارهة فما هو العمل تجاههم وهم يسكنون بجوارنا، وأزيد على ما قال السائل فإن نساءهم يتبرجن ويخرجن بملابس عارية أمام الشباب؟
نقول عليكم أولًا: إظهار شعائر الإسلام، وإظهار العمل بالشريعة وإظهار السنة أمام هؤلاء وأمام غيرهم، والعمل بما جاء في الشريعة، وعليكم أيضًا أن تدعوهم إلى ما أنتم عليه من السنة؛ يعني سيما أهل الاستقامة وأهل المعرفة معهم لعلهم أن يتقبلوا ولعلهم أن يلوذوا.. به ثم بعد ذلك عليكم الحذر من أفعالهم.
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، هذه سائلة تسأل بعد السنة الأولى أو الثانية يتغير الزوج على زوجته في بعض المعاملات، وإذا سألته لماذا تغيرت؟ يجيب هذا كأول.
ليس هذا دائما وليس مع كل أحد، الكثير من الأزواج لا يزيدون بعد السنة أو بعد السنوات إلا مودة ورحمة، كما قال تعالى: وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً وعلى كل حال الغالب أن يكون هناك أسباب؛ فعلى هذه المرأة أن تتفقد الأسباب التي تغير لأجلها وتحرص على تحسينها، وكذلك على الزوج.
س: أحسن الله إليكم. تقول: بعض الأزواج يسافرون ويأتون بدون هدية بسيطة جدا؛ تقديرا لحفظها بيته وماله وولده ما رأيكم فضيلة الشيخ؟
لا حرج في ذلك كلمة.. وجود الهدايا أو وجود المشتريات في كل مكان والحمد الله، فليس لازما أن كل من سافر سفرًا بعيدًا أو قريبًا أن يأتي بشيء من الهدايا، بإمكانه أن يجد ما يبغيه في أي قرية أو في أية بلد.
س: أحسن الله إليكم يا شيخ . هذا سؤال يقول: معلوم يا سماحة الشيخ، أن كفارة الذي يدهس إنسانًا في حادث سيارة يكون عليه صيام شهرين متتابعين، فما هو الحال يا شيخ إذا مات عليه عشرين أو ثلاثين أو أكثر؟
الأصل أنه إذا كان عليه نسبة من الخطأ فإنه يتحمل الدية، ويتحمل الكفارة ولو مات معه عشرة أو عشرون أو أكثر.
أما إذا لم يكن عليه نسبة من الخطأ؛ بل الخطأ على الطرف الثاني أو لا ينسب إليه شيء من التفريط والإهمال ففي هذه الحال لا يلزمه دية ولا كفارة.
كثيرًا تحصل هذه الحوادث بدون أن يكون الإنسان متسببا. وإنما هي بأمور خارجة عن إمكانيته؛ فلذلك لا يلزمه لا كفارة ولا غيرها، الأصل في الكفارة قول الله تعالى: فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ثم قال: فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وحيث إن الرقاب في هذه الأزمنة لا توجد إلا بصعوبة فإنه ينتقل فورًا إلى الصيام.
وإذا كان وجب عليه كفارتان أو ثلاث أو عشر، فبإمكانه تفريقها بأن يصوم كل سنة شهرين، أو كل سنة في أولها شهرين وفي وسطها شهرين، ولا يكون في ذلك وزر .
س: أحسن الله إليكم. وهنا سائل آخر أيضا نفس السائل: ما حكم السوائل التي تخرج من المرأة غير البول. هل توجب الوضوء؟
هناك ما يسمى بالرطوبة التي تخرج من النساء، ولا تستطيع أن تتحكم فيها ليست مثل البول، فمثل هذه السوائل الرطوبة يظهر أنها طاهرة وليست نجسة، ولا تنقض الوضوء؛ وذلك لعدم التحكم فيها، ولعدم التحقق من نجاستها؛ لأنها لا تخالط بولا ولا غيره، فأما إذا كانت فيها شيء من الصفرة أو الكدرة التي هي بقايا الحيض، أو مقدماته فإنها تعتبر نجسة وناقضة.
س: يقول السائل: والدتي معي الآن في المخيم، وحجتنا تمتع وقد أدينا طواف الإفاضة وسعي الحج اليوم وبكل كلفة؛ لكونها مريضة، وتم تنويمها اليوم في العيادة الصحية بالحرم ولو بقيت على وضعها الحالي فلن يكون لديها القدرة على أداء طواف الوداع. فما هو الحكم في ذلك أثابكم الله؟
لعلك تذهب بها على سيارة، ثم يطاف بها على سرير محمولة على الأكتاف كما هو معروف، وأما إذا لم تقدر على ذلك كله فعليك فدية؛ يعني فدية عن ترك هذا الواجب.
س: أحسن الله إليكم. المبيت في منى عليها شيء؟
يصوم...
س: تقول السائلة: عند زيارتنا لأهل زوجي في مدينة أخرى من باب صلة الرحم والمحبة، لكن نضطر إلى الجلوس معهم ولديهم القنوات الفضائية، ولا يحترمون وجودنا؛ لأننا عائلة متدينة وأخاف على أطفالي من ذلك، وإذا نصحتهم وقلت: ذلك حرام أجابوا أن هذه القنوات ليس فيها شيء، ويأخذون الحجة في قناة الأخبار، وإذا أخبرت زوجي يقول: اجلسي في الغرفة لوحدك.
نرى أولًا: تكرار النصيحة لهم لعلهم أن ينتهوا أو يحترموا من يزورهم، ثم نرى ثانيًا: تقليل زيارتهم. أي لا تكثروا زيارتهم تكرارًا مخافة أن يفتتن الأولاد ونحوهم بهذه المشاهدة القبيحة، ثم نرى ثالثا: مثل ما قال الزوج عدم الجلوس معهم والانفصال في غرفة خاصة، أو مكان مخصص.
س: أحسن الله إليكم يا شيخ، هذا سائل يقول: هل هناك دلالات تظهر للمسلم بعد يوم عرفة بأنه عاد كيوم ولدته أمه؟
الدلالات هي رجوعه خيرا في ما كان عليه قبل الحج، فيرجع وقد أحب العبادات فوقع أثرها في قلبه هذه العبادة وغيرها، يرجع محبا للصلوات، متعلقًا قلبه بالمساجد، محبًّا لذكر الله، محبًا للقرآن، محبا لدعاء الله تعالى، راغبًا في الإكثار من الصلوات ومن الصدقات ومن الصوم، وكذلك مبتعدًا عن الآثام وعن مجالس اللهو، وعن السفهاء ومجالستهم، وعن المعاصي صغيرها وكبيرها، حافظا للسانه، مقبلا على شأنه، حافظا لفرجه، متعففًا عن أكل الحرام أو عن المعاملات المحرمة، يصون سمعه ويصون بصره، ويصون لسانه عن الآثام كلها؛ إذا رأيناه كذلك فإننا نقول -إن شاء الله- هذا علامة القبول؛ لأن الحج كالصلاة ينهي عن الفحشاء والمنكر.
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، هذه سائلة تقول: ظهرت ظاهرة اجتماع الرجال مع بعضهم البعض، والتحدث بأسرار بيوتهم وخصوصياتهم وإظهار الرجل بأنه له الغلبة على زوجته، فيرجع الزوج إلى بيت أهله، وتشب المشاكل بسبب سماعه لكلام غيره، ومقارنة نفسه بالرجل فما رأيكم؟
لا يجوز ذلك، ورد في الحديث أن من إفشاء السر: الرجل يفضي إلى المرأة، وتفضي إليه ثم يصبح يكشف سرها، ويقول: وجدت وفعلت كذا وكذا الذي يكون بين الرجل وامرأته يكون خفيا فلا يجوز أن يتكلم في امرأته، ولا فيما يفعل معها وكذلك أيضا لا يستمع إلى مثل ذلك؛ فلا يفشي الأسرار التي في بيته ولا يستمع إلى مثل ذلك.
ونقول: إذا كان ذلك فإن على المسلم أن ينصح من يفعلوا ذلك، فإذا سمعت من يتكلموا في هذه الأمور في المجالس العامة فانصحه، وقل له: استر نفسك واستر أهلك، واستر أسرارك واحفظ السر الذي بينك وبين أهلك؛ فإن هذا من الأمانة، والأمانة لا بد من حفظها قال الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ .
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، يقول: فضيلة الشيخ، أشهد الله وملائكته وحملة عرشه وجميع خلقه أننا نحبكم في الله، وأننا ندعو لكم في سجودنا وغيرها، والسؤال: كيف أحافظ على إيماني لأنني أشعر بعض الأحيان بنقص في الإيمان أرشدوني جزاكم الله خيرًا؟
إنا مثلكم -إن شاء الله- في المحبة في الله تعالى، نرجو أن تكون محبة ثابتة لا تغيرها التغيرات، ننصحك بأن تكثر من الأعمال الصالحة، التي يقوى بها إيمانك، وأن تحفظ جوارحك عما ينقص الإيمان؛ وذلك لأن الأعمال الصالحة تزيد في الحسنات وتزيد في الإيمان ويرفع بها ما في القلب من الاعتقاد، وأن السيئات والمعاصي والذنوب تضعِّف الإيمان وتقدح في كماله وتنقصه.
فإذا حافظ المسلم على العبادات واستكثر منها، وحفظ نفسه عن السيئات كمل بذلك إيمانه ووقر في قلبه .
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، تقول السائلة: زوجي رجل طيب ومتدين، لكن مشكلته أنه عندما أريد الخروج وأتعشى في أحد المطاعم المخصصة للعائلات يرفض بشدة، ويقول: كيف أدخل وهذه اللحية على وجهي، مع أن المطعم ليس فيه اختلاط ولا طرب، وكل عائلة في غرفة مغلقة، فهل كل ملتحٍ لا يتمتع بحياته حتى ولو كان في الحلال؟
أطيعي زوجك فهو ما قصد إلا الخير، لا شك أن هذه المطاعم ولو كان فيها مراقبة وفيها تحفظ لا تخلو من منكرات؛ فالغالب أن الذين يطرحون الأطعمة رجالًا، وكذلك الذين يدخلون بها في الغرف المخصصة، فلا بد أنهم يكونون رجالًا؛ فالرجل يستحي على نفسه ويصون كرامته يحفظ زوجته عن أن ترى أحدًا من الرجال، أو يراها أحد. فخير ما للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يراها الرجال.
فعليك أن تقتنعي بما رزقك الله تعالى، وتشجعي زوجك على هذه الغيرة، وعلى هذه الحماسة، وعلى هذا التحفظ، وعلى الابتعاد عن الاختلاط، وعن الأماكن التي يغشاها الرجال ولو كان فيها ما فيها من التحفظ، وفي إمكانه أن يأتي بطعام من مطعم أو نحوه إذا لم يكن في البيت طعام، وفي إمكانك أن تخدميه بإصلاح الطعام الذي يكون عادة في المنزل؛ فالعادة أن المنازل فيها مطابخ وفيها أدوات وفيها أواني، تتمكنين من أن تصلحي الطعام وتقدميه إلى زوجك، ويكون ذلك أفضل وأستر من الدخول وهو متدين إلى تلك الأماكن المزدحمة.
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، يقول السائل: زوجتي تشتكي من ضعف النظر، رغم أنها تلبس العدسات اللاصقة، وخوفًا من عدم وصول الحصاة إلى حوض المرمى، حوض الجمرات فهل يجوز لي أن أتوكل عنها؟
لا يجوز إذا كانت قادرة، واستطاعت أن ترمي في الأوقات الواسعة كالليل مثلًا؛ فعليها أن تخرج، وبإمكانها أن تتحرى الرمي نحو الأحواض وتوصل الحجرات إليها ويكفي ذلك إن شاء الله.
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، مؤسسة الحرمين الخيرية للدعوة تقوم ببعض النشاطات مثل كفالة الأيتام، وبناء المساجد، وإنشاء الدور دور الأيتام، والمعاهد الدينية، وطباعة الكتب وغيرها من الأعمال الجليلة فهل لكم من تعليق على هذا ؟
كل هذا عمل صالح خيري، وهناك أيضًا مؤسسات خيرية ومكاتب تعاونية يشاركون في مثل هذه الأعمال، وهناك أهل إحسان وأهل صلوات يشاركون أيضًا في ذلك؛ فنقول: إن المسلم عليه أن يساهم مع هؤلاء مع أصحاب هذه المؤسسات بما يستطيعه من بذل مال يكون له أجر في إنشاء هذه الأعمال الخيرية. من بناء مساجد، أو كفالة أيتام، أو نشر علم أو ما أشبه ذلك.
س: أحسن الله إليكم. هذا سائل يقول: حججت أنا وزوجتي قبل أعوام وأثناء طواف الإفاضة انتقض وضوء زوجتي بخروج الريح وأكملت الطواف؛ لأنها لا تعلم أن الوضوء شرط لصحة الطواف، وبعد عام قمنا بأداء فريضة الحج. فهل عليها شيء في حجها الأول؟
نقول نعم؛ فإن طوافها ما كمل، ولعلها طافت طواف الوداع فقام ذلك الطواف مقام الطواف الفرض الذي هو طواف الإفاضة، وإذا كانت طافت طواف الوداع كفاها ذلك، وإلا فحجتها الثانية تقوم مقام حجتها الأولى.
س: وهل يشترط النية يا شيخ إذا قضي ثلاث مرات؟
ولا يشترط إذا طافت للوداع كان ذلك قائما مقام الطواف الواجب.
س: أحسن الله إليكم تقول السائلة: إن بعض الرجال يعرفون بأمور دينهم ولكن لا يعلمون زوجاتهم كل شيء فهل من توجيه لذلك؟
في هذه الأزمنة وفي هذه المملكة والحمد لله ليس هناك نقص في العلم لا على الرجال ولا على النساء؛ فالمرأة من حين تتم السادسة أو السابعة تلتحق بالمدارس الابتدائية وما بعدها، وتستطيع أن تقرأ في القرآن وتقرأ في الكتب وأن تتعلم، كذلك أيضًا تتعلم بواسطة الكتب التي هي متيسرة ومتوفرة والحمد لله، كذلك أيضًا تتعلم بواسطة الإذاعة كالإذاعة التي هي «نور على الدرب » .
وكذلك أيضًا تتعلم بواسطة الأشرطة الإسلامية؛ فلا عذر لها، ولا تقول: إن زوجها لا يعلمها؛ الحاصل أن هذا منتشر والحمد لله ومع ذلك نقول: إن على الزوج إذا عرف جهل زوجته بشيء من أمور دينها أن يبينه لها في اجتماع الزوج مع زوجته في الأوقات الخاصة، في إمكانه أن يبحث عن كذا وكذا، وبإمكانها أن تسأل عن كذا وكذا؛ حتى يتعلم ما يجهله وتتعلم ما تجهله .
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، حامل اعتمرت طافت مع زوجها وعندما انتهت من شوطين من السعي في العمرة لم تستطيع إكماله مع العلم أن هذا قبل ثلاث سنوات فماذا عليها؟
لا بد من إكمال المناسك، ومن جملتها السعي، وحيث إن هناك من جعل السعي واجبا يجبر بدم فنقول: إن عليها دما؛ يعني يذبح بمكة لمساكين الحرم ويسمي دم جبران.
س: لم تكمل أداء العمرة لا سعيا ولا بقية الطواف يا شيخ؟ طافت مع زوجها وعندما انتهت من الشوطين من السعي...
.....................
س: هذه سائلة تسأل: ما حكم وضع الصبغة على الشعر لتغيير لون الشعر، وكذلك الميش الذي يغير الشعر إلى الأشقر أو غير ذلك وما حكم قص الشعر للتجمل؟
نقول: لا يجوز تغيير الشعر بهذه الألوان الملونة الذي سُمي بالميش، وأن يجعل بعضه أحمر وبعضه أصفر وبعضه أبيض وبعضه أسود؛ فإن هذا داخل في تغيير خلق الله، قد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعن الله المتفلجات والمتنمصات والمغيرات لخلق الله فهذا يعتبر من تغيير خلق الله، الشعر يبقى على حالة. أي على سواده، فإذا ابيض الشعر جاز صبغه بالحناء والحمرة أو السمرة ونحوها، هذا بالنسبة إلى التغيير.
أما القص فأرى أيضًا أنه لا يجوز تقصير الشعر إلا إذا طال طولًا زائدًا بحيث يشق عليها تسريحه ومشطه والعناية به، فأما إذا كان شعرًا معتادًا فإنه لا يجوز القص منه، ولا عبرة لمن قال: إن هذا من الجمال، ولا عبرة بالزوج الذي يخيل إليه أن طول الشعر يعتبر تشويهًا ويكلف امرأته بأن تقصه حتى يكون كأنه رأس رجل؛ فإن هذا من التغيير لما فطر الله عليه نساء المؤمنات.
س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: أقول الأذكار في الصباح وفي المساء، ولكنني أتعرض لأشياء في النهار والليل فما رأيكم؟ أن توقف عني أذكار الصباح والمساء أم ماذا أفعل جزاكم الله خيرًا؟
عليك أن تستمر في هذه الأذكار وفي هذه الأدعية، فإذا عرض لك عارض، أو حصل لك أمر من الأمور التي تكرهها فاعتبر ذلك من الابتلاء والامتحان، ولعلك إذا صبرت واحتسبت يحتسب لك أجر على الصبر.
س: بعض الألفاظ يا شيخ في قول: في ذمتك، وبذمتك، وبحق هذا اليوم. إن كان الله يرى ويعلم.
الذمة هي العهد، إذا قال: أنت في ذمتي أو أنا في ذمتك فمعناه في عهدك، وأنك أجرته وصار في جوارك؛ فإذا كان كذلك فإن عليك الوفاء بهذا العهد ولا تخفر ذمتك كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك وبكل حال الأعمال بالنيات في مثل هذه الأشياء، نرى أنها لا بأس بها إذا لم يكن هناك مقصد يخالف الشريعة.
................
وهكذا الذمة في الأصل هي العهد والجوار. إذا قال: في ذمتك إذا قال: في ذمتي. إن كان قصد بذلك اليمين اعتبر حالفًا، فإذا كذب في ذلك، أو خالف فعليه كفارة اليمين، وإلا فالأصل أنها وضعت للعهد والجوار، كما إذا قال: أنا في جوارك، أنا أستجير بالله ثم بك، أو قال: أنت في جواري أو أجرت فلانا؛ فإن ذلك بمعنى الذمة.
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، الذي لم يصل الوتر في الليل هل يصليه في النهار؟ وكيف يصليها؟ وهل الوتر في آخر الليل قيام؟
إذا فاتته في النهار فإنه يقضيها به، كذا إذا فاتته في آخر الليل أو في الليل فإنه يقضيها نهارًا ويقضيها شفعا؛ بمعنى أنه إذا كان وتره ركعة صلاها ركعتين، وإن كان وتره ثلاثا صلاها أربعا بسلامين؛ يعني أنها كلها.
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، الحاج الذي يضحي هل يقلم أظفاره ويقص شعره عند الميقات؟
عند الميقات لا يُقَصِّص: يقص من أظفاره ولا من شعره. إذا أراد أن يضحي تعاهد شعره وأظفاره في اليوم التاسع والعشرين أو اليوم الأخير من شهر ذي القعدة، فإذا جاء إلى الميقات فلا يقصص ولا يقلم، لكن إذا كان متمتعًا وطاف وسعى للعمرة قصر من شعر رأسه؛ لأن ذلك نسك.
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، يقول: والدتي كبيرة في السن أسأل الله لها حسن الخاتمة، لم ترم الجمرة الكبرى ورميت عنها وسوف أرمي عنها اليوم وغدًا وبعد غد. فهل في هذا حرج؟ وهل هناك لفظ معين تقوله لي والدتي عند ذهابي للرمي عنها؟
لا بأس بذلك؛ فإن العاجز لكبر أو مرض، رجل أو امرأة له أن يوكل، فعليك أن تستأذنها عند الذهاب إلى الرمي، سواء أعطتك الجمرات هي، أو استأذنت والتقطت الجمرات لها، وقلت: إنني سوف أرمي عنك فوافقت على ذلك سواء في اليوم الأول أو فيما بعده.
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، هذه سائلة تقول: يا شيخ، عليّ قضاء فهل يجوز أن أصوم عرفة ثم أقضي؟ وتقول: زمان لم نعرف أن هناك قضاء لرمضان، ولا نعرف كم سنة فاتتنا وعمري خمسين سنة فهل تصوم أو تتصدق؟ ماذا أفعل؟ أفتونا مأجورين.
لا بأس تصوم يوم عرفة، وتنويه من القضاء الذي عليها، فيحصل لها صيام عرفة ويسقط عنها يوم من الأيام التي عليها كدين، وأما الأيام التي تركتها، سواء كانت تركتها؛ يعني أفطرتها للعادة الشهرية، أو أفطرتها لمرض أو لسفر أو ما أشبه ذلك فهذه لا بد من قضائها، ولا بد من الاختيار. فإذا قالت مثلًا: إنني مكثت عشر سنين وأنا لا أحصي أيام العادة، وعادتها كل سنة سبعة أيام؛ فإنها والحال هذه تصوم سبعين يومًا ولو متفرقة عن كل سنة سبعة أيام، ثم مع الصيام لا بد من صدقة؛ عن التأخير والتفريط. الصدقة هي: إطعام مسكين عن كل يوم حتى تخرج من الدين والقضاء ببراءة ذمة.
س: أحسن الله إليكم. ما حكم تغطية الأقدام أثناء الإحرام للمحرم؟
يجوز ذلك إذا اضطجع مثلًا وغطى قدميه لا حرج عليه، إذا غطاهما مثلا بردائه أو غطاهما ببطانية أو غيرها فلا حرج في ذلك إنما الممنوع اللباس فلا يلبس الخفين ولا يلبس الشراب، وله أن يلبس الحذاء المعتاد.
س: والمرأة يا شيخ تلبس.. ؟
المرأة تلبس ما شاءت من الشراب ومن الخفين وما أشبهها وما حل، إلا أنها لا تلبس القفازين شراب اليدين ولا تلبس النقاب.
...
فالرجل يحرص ألا يغطي رأسه، ولا وجهه، لكن إذا نام مثلا ولم يشعر بأنه غطى وجهه أو رأسه فلا حرج عليه؛ لأن النائم مرفوع عنه القلم؛ الكمامة مثلا عند الحاجة. إذا مشى في مكان متسخ ووضع على أنفه شيئا يقيه من الرائحة فلا حرج عليه في ذلك.
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، تقول السائلة: ما حكم كشف شعر المرأة في حلقة الذكر؟ وهل تدخل الملائكة الحمام وتسجل أعمال العبد؟
إذا لم يكن عندها إلا نساء في حلقات الذكر مثلا، أو حلقات العلم ولم يكن عندها إلا نساء فلها أن تكشف وجهها، ولها أن تكشف شعرها، وأما إذا كانت في مجتمع رجال أجانب فليس لها كشف وجه ولا كشف شعر ولا كشف شيء من بدنها بل تستر بدنها عن الرجال الأجانب هذا هو الذي يلزم المرأة في مثل ذلك. شيخ ..
أحسن الله إليكم يا س: وهل تدخل الملائكة الحمام وتسجل أعمال العبد؟
لا شك أن الله تعالى الملائكة وُكِّلَ بحفظ بني آدم وأنهم كما قال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ولو أن الملائكة لا تدخل الأماكن المقذرة، كالحمام ونحوه. ولكن لا بد أنهم يكتبون ذلك، يطلعهم الله على ذلك، وتكون هناك علامات يعرفون بها كما يعرفون ما يدور في القلب.
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، يقول السائل: هل يجوز لمن كان يعمل في الحج عسكريًّا أن يؤدي مناسك الحج في بدلته العسكرية؟
يجوز ذلك؛ لأن الإحرام هو النية؛ بمعني أنه ينوي بقلبه أنه محرم ويلبي، ويدخل في النسك بالنية، وإذا لم يتمكن من نزع اللباس العسكري فإنه لا يخلع هذا اللباس، ويكون عليه فدية على اللباس الذي على بدنه، وفديه أخري عن تغطية الرأس؛ فعليه الحرص على إكمال المناسك؛ يعني الوقوف بعرفة إلى الليل، والمبيت بمزدلفة إلى آخر الليل ولو كان في شغله أو في عمله، والمبيت بمنى في أيام منى ورمي الجمار في أوقات الرمي ولو كان في شغله وفي عمله.
وعليه الطواف والسعي الذي على الحجاج وغيره، وعليه التقصير أو الحلق، وعليه الذبح إذا كان متمتعا.
والفدية التي عليه هي فدية محظور؛ يعني عليه فديتان كل واحدة منها صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، أو ذبح شاه؛ لقوله تعالى: فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فهذا هو الذي عليه في مثل هذا، وحجه كامل. فرؤساؤه لا يمنعونه من أن يقول: لبيك حجة، أو لبيك اللهم لبيك. فلا يمنعونه في أوقات فراغه أن يذهب ويرمي الجمار، ولا يمنعونه أن يمكث في منى وهو قائم بعمله، أو في بقية المشاعر، ولا يمنعونه في وقت فراغه أن يُغِير إلى مكة فيطوف ويسعى.
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، يقول السائل: ما السوء إذا ذكرت أحدا من الناس بسوء في نفسي من دون جهر فهل يعتبر ذلك غيبة؟ وهل لها كفارة إن كانت؟
هذا مما يعفى عنه، في الحديث: عفي عن أمتي عما حدثت أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل ؛ فحديث النفس يعفى عنه .
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، ذهبت اليوم للرمي وكان الزحام شديدا، وبعد أن رميت الجمرة الأولي بحصاتين فقط، ثم خرجت نتيجة الزحام فهل على إكمال الرمي بخمس حصيات أخري، أو على أن أبدأ من جديد وأرمي بسبع حصيات، وجزاكم الله خيرا؟
عليك إكماله؛ يعني احتسب الحصاتين، وكمل الخمسة الباقية وأصل بقية الجمرات.
س: ولا يلزم التتابع -يا شيخ- في الزمن؟!
لا يلزم الترتيب؛ فلا يلزم الموالاة .
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، يقول: الرمي من واجبات الحج ونظرا لكثرة الحجيج فإن النساء أصبح الرمي عليهن صعبا، حتى الشابات منهن فضلًا عن الكبيرات، وكما أنهن قد يتعرضن لمزاحمة الرجال، وكما تعلمون ما في ذلك من فتنة. فهل يجوز الرمي عنهن من قبل أولياء أمورهن، وإذا كانت شابة ورمت، ولكن رأيت أنها لم تحسن الرمي فرميت عنها فما الحكم في ذلك؟
ذكرنا أن الرمي في هذه الأزمنة رخص العلماء في امتداده. أي الرمي ليلا، فعلى هذا نقول: إنها تؤخر الرمي إذا كانت قادرة إلى نصف الليل، أو إلى ثلثي الليل، وسوف تجد ساعة في ذلك الوقت، وذلك في يوم العيد، وفي هذا اليوم الذي هو الحادي عشر، وهذا أفضل؛ وذلك لأنها تتولى العمل بنفسها، الحج عمل بدني، فكون الحاج باشر الأعمال، والتمس في بدنه أولى من أن يوكل غيره -وَكَّل واحدا يكبر عنه أو يهلل عنه أو ما أشبه ذلك.
أما في اليوم الثاني عشر إذا كانوا متعجلين، صحيح أنه يحصل زحام شديد فنرى أنه يتوكل عنها وليها، أما إذا كانوا سوف يتأخرون، ويرمون اليوم الثالث عشر فلا أرى أنها توكل؛ بل تقضي في الليل بعدما تفك الزحمة، وكذلك في اليوم الثالث عشر ترمي في النهار لقلة الذين يرمون ويتأخرون.
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، يقول: هل تكون قيامة الإنسان بعد موته أم أنه يبقى إلى أن يأتي يوم القيامة على جميع الخلائق؟ ثم إني أرجو منكم يا فضيلة الشيخ، أن تذكرونا بأهوال ذلك اليوم، أسأل الله لنا ولكم حسن الختام والفوز في ذلك اليوم.
اشتهر عند العلماء قالوا: من مات فقد قامت قيامته، فذكر أن عثمان -رضي الله عنه- إذا وقف على الجنازة بكى، فإذا وقف على القبر قال: هذا أول منازل الآخرة؛ فإن به يعرف الإنسان هل هو سعيد أو شقي؟! أي فإنه يكشف له عن عمله، ويعرف ما وراء ذلك؛ فلأجل ذلك نقول: إن من مات فقد قامت قيامته؛ بمعنى أنه عرف أنه شقي أو سعيد.
ولا شك أن القيامة الكبرى التي هي كونه إما أن يدخل الجنة خلودا وإما النار ببدنه، أنها تتوقف على البعث ذلك اليوم الذي هو جمع الناس في الآخرة ثم حسابهم، ثم مجازاة كل عامل بعمله، وهذا يكون بعد قيام الساعة عندما يفنى الخلق كلهم، إلى أن يرسل الله تعالى عليهم، ثم بعد ذلك يأمر الله الملك فينفخ في الصور، فإذا نفخ في الصور فإذا هم قيام ينظرون، فيجمعهم الله تعالى في موقف واحد جميعًا. الخلق كلهم أولهم وآخرهم، ثم يجازى كل عامل بعمله إما بالحساب وبتطاير الصحف بالإيمان أو بالشمائل.
وكذلك نصب الموازين فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فهذا يكون عند بعث الأجزاء.
س: أحسن الله إليكم. يا شيخ، وهذا السؤال الأخير يقول: ما حكم الاحتفاظ بالصور الفوتوغرافية، وعادة ما يدور بين الناس أنها للذكرى عن الطفولة والشباب وبعض المناسبات؟
أرى أن ذلك لا فائدة فيه، وأكره ذلك دخولها في اسم الصور. فلو كان بعض المشايخ وبعض العلماء استثنوا نوعا من ذلك إذا كان محتاجا إلى هذه الصور والاحتفاظ بها؛ لتجديد بطاقة –مثلا- أو جوازا أو ما أشبه ذلك فله أن يحتفظ بها بقدر الحاجة.

وفي الختام باسمكم جميعًا نشكر الله تعالى العظيم أن هيأ هذا اللقاء، ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ لنا شيخنا وأن يمد في عمره على طاعته، ونسأل الله العلي العظيم أن يجمعنا وإياكم به في مستقر رحمته، وأن لا يفرق هذا الجمع إلا بذنب مغفور وسعي مشكور وعمل صالح مبرور، وأن يكتبنا وإياكم من عباده الصالحين، وصلى الله عليه وسلم وبارك على نبينا محمد .

line-bottom