شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
121380 مشاهدة
المسألة الأولى: التوحيد

نعرف بعد ذلك الرسالة الثانية، الرسالة الثانية فيها ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: التوحيد، والمسألة الثانية: الاتباع، والمسألة الثالثة: الولاء والبراء.
فيقول في المسألة الأولى: إن الله خلقنا ورزقنا، ولم يتركنا هملا؛ بل أرسل إلينا رسولا؛ فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.
واستدل بقول الله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا هذه الآية دليل على أن الله تعالى أرسل إلينا محمدا - صلى الله عليه وسلم-.
والآيات كثيرة في الأمر بطاعة النبي- صلى الله عليه وسلم-؛ كقوله تعالى: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ .
وقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ وقوله: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا و وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا .
لا شك أن طاعته هي الامتثال لما جاء به وتقبله، وترك مخالفته.
هكذا يجب على كل مسلم أن يعرف نعمة الله علينا؛ وهي أنه هو الذي خلقنا، وهو الذي رزقنا، ويرزق من يشاء، وتكفل برزق عباده.
كذلك –أيضا- أنعم علينا، أعطانا العقول التي نميز بها. وكذلك –أيضا- وفقنا للمعرفة، أعطانا الأسماع والأبصار والألسنة والقلوب والأيدي والأرجل، ويسر لنا أسباب الرزق؛ يعني: منه وحده.
ولما تمت علينا النعمة أخبر عباده بأن عليهم عبادته وطاعته، وهو أنه ما خلقهم هملا، ولا تركهم سدى.
لم يتركنا هملا؛ بل أرسل إلينا رسولا ليبين لنا. الرسل وظيفتهم أنهم يبينون للناس ما أمروا به، وما كلفوا به. يبينون للناس أنهم مأمورون بعبادة الله تعالى، ومأمورون بتذكر نعمته.
فهكذا جاءت الأدلة؛ مثل قوله تعالى: أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى يعني: مهملا، وقوله تعالى: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ؛ يعني: مهملين، وقوله تعالى: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ .