الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
107853 مشاهدة
الإكثار من ذكر الله تعالى في جميع الأحوال

كذلك أيضا نوصيكم بكثرة الذكر، أمركم الله تعالى بذلك، قال الله تعالى: فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا هكذا أمر بذلك: كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا .
كان أهل الجاهلية إذا انتهوا من مناسكهم أخذوا يذكرون آباءهم وأجدادهم وأسلافهم، فيذكرون مآثرهم وشجاعتهم وأفعالهم وما خلفوه مفتخرين بذلك. أمر الله أن يجعل بدل ذلك ذكر الله تعالى في كل الأحوال، وقد أمر الله بذكره مطلقا، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا أمر بذكره ذكرا كثيرا؛ يعني في كل الحالات.
وأمر بذكره في كل الحالات بعد كل صلاة، قال الله تعالى: فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ هكذا أمر، فإذا -يقول- قضيتم وفرغتم من أية صلاة فاشتغلوا بذكر الله، ولا يكون الذكر مؤقتا أي محددا في وقت، بل في كل الحالات قياما وقعودا؛ أي واقفين وجالسين ومضطجعين على جنوبكم، ويعم ذلك أيضا مشاة وركبانا؛ أي في كل الحالات.
ومدح الذين يفعلون ذلك بقوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ يعني في كل حالاتهم؛ أي أنهم هم أولو الألباب الذين، أو انصقلت قلوبهم وصفيت وابيضت بطاعة الله تعالى، ولم يكن فيها شائبة شرك ولا بدعة ولا معصية ولا ذنب؛ فكان ذلك سببا في أنها تنطلق ألسنتهم بذكر الله تعالى.
وكذلك أيضا مدح الله الذين يذكرونه، وذكر ثوابهم لما ذكر أصناف عباد الله: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ إلى قوله: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا .
أكد الذكر بأنه كثير، ولم يذكر ذلك في غيره في قوله: وَالْمُتَصَدِّقِينَ لم يقل: والمتصدقين كثيرا والصائمين كثيرا، بل أكد الذكر بأنه: كثير، وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وأمر بذكره في حالة طلب المعيشة في قوله تعالى: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .
إذا قضيت الصلاة -يعني كصلاة الجمعة- أبيح لكم أن ترجعوا إلى ما كان مباحا لكم من ابتغائكم من فضل الله تعالى، ولكن لا تغفلوا عن ذكر الله.
وكذلك أمر بذكر الله في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ يعني في حالة القتال في حالة مقاومة الأعداء؛ بمعنى أنكم لا تغفلوا عن ذكر الله حتى ولو كنتم في حالة المسايفة وضرب الأعناق، لا تغفلوا عن ذكر الله؛ وذلك دليل على أن ذكر الله تعالى مأمور به في كل الحالات، وأنه سبب لنصر الله ولإعانته، وكذلك سبب لأن الله تعالى يذكر من ذكره، يقول الله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ .
والحاصل: أن الأدلة على فضل ذكر الله كثيرة، قال العلماء: إن ذكر الله يكون بالقلب، واللسان، والجوارح.
فذكر الله بالقلب: هو التفكر في آيات الله وفي مخلوقاته، وفيما يدل على عظمته، التفكر في هذه الآيات يكسب القلب إيمانا، ويكسبه طمأنينة؛ ولهذا قال تعالى: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ فمجرد أن القلب ينشغل بتذكر نِعَم ربه، وبتذكر فضائله عليه، وبتذكر آلائه: فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى وبذكر أسمائه وصفاته ومعانيها ودلالتها، بذكر الله ترتاح القلوب، ودنيانا بذكراه تطيب.
ذكر الله باللسان: هو ذكره بتسبيحه: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأستغفر الله. وكذلك دعاء الله وسؤاله من فضله، وكذلك تلاوة كتابه؛ فإنها تذكر بآلائه ونعمه، فكل ذلك داخل في ذكر الله؛ لأن ذكر الله كل شيء يُذَكِّر بالله، كل شيء يذكر بعظمة الرب تعالى، وبجلاله، وكبريائه؛ فيكون كل ما نطق به العبد مما فيه ذكر اسم من أسماء الله، أو صفة من صفاته، أو آية من آياته فإنه يتذكر ربه.
ولا شك أنه إذا ذكر ربه وَجِلَ قلبه كما في قول الله تعالى: إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا بخلاف المشركين ونحوهم فإنهم ينفرون من ذكر الله؛ ولهذا ذمهم بقوله تعالى: وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ .
فالمؤمن حقا هو الذي إذا ذكر الله تعالى اطمأن إلى ذكره. قال الله تعالى لما ذكر المؤمنين أنهم يخشون الله تعالى، ويخشعون له، إذا ذكر الله اقشعرت جلودهم؛ يعني من ذكر الله: ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ هكذا صفة المؤمنين: تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ .
والحاصل: أن نتواصى بذكر الله تعالى كما أمرنا: فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا .
ذكر الله تعالى في أيام التشريق وأنواعه
أمر تعالى أيضا بالذكر في هذه الأيام: في أيام التشريق اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر؛ فإنها من أيام الذكر الذي أمر بها: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ وللذكر في هذه الأيام أنواع:
النوع الأول: الذكر المطلق في كل الحالات، لا يفتر لسان المؤمن عن ذكر الله، كما في حديث أن رجلا قال: يا رسول الله، أوصني قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله وأخبر بأنه الذكر المطلق أفضل الأعمال.
ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله هكذا فضل ذكر الله على القتال، وعلى إنفاق الذهب والورق، الذكر المطلق في كل الحالات: في حالة كون الإنسان وحده، أو مع غيره تكبيرا، وتهليلا، وتسبيحا، وتحميدا.
ذكر: أن عمر رضي الله عنه في أيام منى يمتثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن أيام منى أيام أكل وشرب، وذكر لله عز وجل إذا قام في خيمته فإنه يكثر من التكبير في الضحى يرفع صوته بالتكبير فيسمعه من حوله ومن حولهم حتى ترتج منى تكبيرا، هذا ذكر مطلق.
نوع ثانٍ: تكبير مقيد بعد الصلوات المكتوبة؛ إذا انتهينا من صلاة مكتوبة نرفع أصواتنا بالتكبير: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد مرتين، أو ثلاثا بعد كل فريضة؛ عملا بقول الله تعالى: كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ .
أمر بتكبيره على ما هداهم، فامتثل الصحابة ذلك؛ فكانوا يكبرون بعد كل صلاة.
فالحجاج يبدأ تكبيرهم بعد الصلوات من صلاة الظهر يوم النحر، وأما أهل القرى فيبدءون بالتكبير المقيد بعد صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق إلى العصر من اليوم الثالث عشر.
كذلك الذكر الذي بعد الصلوات: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر. هذا أيضا من الذكر بعد الصلوات، وهو عام لهذه الأيام وغيرها.
النوع الثالث من الذكر: الذكر عند رمي الجمرات؛ وذلك لأن رمي الجمار شرع لذكر الله في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: إنما شرع الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله تعالى فالذين يرمون الجمار عليهم أن يكبروا مع كل حصاة، هذا من الذكر، كلما رمى حجرة قال: الله أكبر الله أكبر حتى ينتهي.
والنوع الرابع من أنواع الذكر : الدعاء؛ فإن الدعاء ذكر وذلك لأنه يذكر بالله، إذا فرغ من رمي الجمرة الأولى ابتعد عن الزحام، واستقبل القبلة، ورفع يديه ودعا دعاء طويلا، حتى قال بعض الصحابة: إنه بقدر سورة البقرة؛ يعني من إطالته، وكذا بعد الجمرة الوسطى يبتعد عن حَطْمَةِ الناس، ويستقبل القبلة ويدعو دعاء طويلا، هذا نوع من أنوع الذكر.
نوع خامس: ذكر الله تعالى عند ذبح الهدي؛ إذا تولى الإنسان ذبح هديه أو فديته أو أضحيته، فإنه يذكر الله تعالى عند ذلك؛ ولهذا قال تعالى: وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ؛ يعني من المشاعر التي سخرها له، ثم قال: فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ أي عند الذبح صفوها صفا، واذكروا اسم الله تعالى عند الذبح: بسم الله والله أكبر، فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ فالذكر عند الذبح أيضا داخل في ذكر الله في هذه الأيام.
ونوع سادس: ذكر الله تعالى عند الأكل: بالتسمية وبالحمد، وهذا ليس خاصا بهذه الأيام، بل في جميع العام على المسلم أن يشكر الله تعالى ويذكره عند الأكل، ويكون ذلك سببا في رضا الله.
تذكرون قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها فهكذا أخبر بأنه يحمد الله تعالى ويشكره على ما أعطاه وما أنعم عليه، ومن ذلك الأكل مما سخره الله تعالى من هذه البهائم حيث ذللها وسخرها وأباح لنا الانتفاع بها. ذكر الله التسخير في آيات في هذه السورة -سورة الحج- قوله تعالى: كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ثم قال: كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ فهذه أمثلة من ذكر الله تعالى في هذه الأيام.
بقي على الحجاج الرمي في هذا اليوم، ومن لم يتمكن من الرمي في النهار فله أن يرمي بالليل؛ وذلك لأن امتداد الوقت؛ يعني ليس عليه دليل على انتهائه، ثم الرمي يعتبر من شعائر الله، هذه الجمرات تعتبر من شعائر الله، وتعظيمها تعظيم لأمر الله، فقول الله تعالى: وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ .
شعائر الله هي هذه المناسك وهذه العبادات التي يتقرب العباد بها إلى الله تعالى.
تعظيم حرمات الله تعالى
وكذلك أيضا حرمات الله في هذا البلد: وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ كيف يكون تعظيم حرمات الله؟ هو احترام محارم الله في هذا البلد زيادة على غيره، في قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض؛ فهي حرام بحرمة الله، لا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا يختلى خلاها، ولا تلتقط لقطتها إلا لمعرف .
لا يحل لمسلم أن يسفك بها دما، ولا أن يعضد بها شجرا؛ فهذه تعظيمها تعظيم لحرمات الله، تعظيم حرمات الله: أنك لا تقطع شجرا، ذكر العلماء أن من قطع شجرة صغيرة وهي التي ليس لها ظل يستظل به فعليه شاة، ومن قطع شجرة كبيرة وهي التي لها ظل يمكن أن يستظل به فعليه بدنه.
والخلا: هو الحشيش والعشب، لا يختلى يعني لا يحش العشب والنبات الذي ينبت فيها، بل يترك لتأكله الدواب، لترعاه البهائم من غنم أو بقر أو إبل، لا يتعرض لاختلائه، ومن قطعه فعليه قيمته، يتصدق بها على المساكين.
وكذلك لا ينفر صيده، أية صيد لا ينفر؛ يعني يترك في مكانه فلا يجوز تنفيره، وبطريق الأولى لا يجوز قتله، ومن قتله فعليه الجزاء مثل جزاء الصيد للمحرم. ذكر العلماء أن المحرم إذا قتل صيدا فعليه جزاؤه، يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا فهذا من تعظيم شعائر الله، ومن تعظيم حرمات الله.
كذلك أيضا الرمي، أو الجمرات من شعائر الله كما أن الصفا والمروة من شعائر الله، شعائر الله، يعني: المشاعر التي جعلها أماكن لعبادة من العبادات، هذه المشاعر على المسلم أن يعرف ما يجب عليه فيها، فمن يعظم شعائر الله؛ يعني يأتي بالعبادات التي شرعت فيها، فإذا فعل ذلك اعتبر قد عظم شعائر الله.
فتعظيم شعائر الجمرات الرمي؛ يعني عبادة الله بالرمي فيها، وتعظيم شعائر الله التي هي الصفا والمروة السعي بينهما، وتعظيم شعائر الله التي فيها منى ومزدلفة وعرفات تعظيمها هو العبادة التي شرعت فيها، ومن شعائر الله تعالى الكعبة المشرفة وتعظيمها بالطواف حولها الذي هو عبادة من العبادات، فهذه من شعائر الله.
وبقي المبيت الليلة لمن لم يتعجل، هذا أيضا من المناسك، المبيت بمنى ؛ يعني البقاء بها ليلا يعتبر من مناسك الحج، فمن لم يبت بها وهو مقيم فعليه دم، من ترك المبيت بمنى أيام منى إلا لعذر كالسقاة والرعاة الذين يرعون الرواحل في ذلك الزمان فعليه دم.
كذلك أيضا مما بقي الرمي غدا، لمن لم يتعجل أن يرمي في اليوم الثالث عشر، يوافق يوم الخميس، ويدخل الرمي، يبدأ من الزوال من آذان الظهر، وينتهي بغروب الشمس، لا بد أن يكون الرامي يرمي في هذين الوقتين، ولا يجوز تأخيره إلى الليل؛ وذلك لأن ليلة أربع عشرة ليست من أيام التشريق، وليست من أماكن من ما يتعبد فيه لانتهاء أيام الحج بأيام التشريق.
وبقي الطواف، من طاف طواف الإفاضة بقي عليه طواف الوداع، ومن لم يطف بقي عليه طواف الإفاضة وطواف الوداع، وإذا كان متمتعا فعليه السعي بعد طواف الإفاضة، وإذا كان قد سعى بعد طواف الإفاضة ما بقي عليه إلا طواف الوداع. طواف الوداع هو آخر أعمال الحاج، كما أن أولها طواف القدوم، هكذا آخرها طواف الوداع.
فهذه بقية الأعمال التي يمكن أن الإنسان يهتم بتعلمها وبمعرفتها، وهي والحمد لله مشهورة مذكورة يعلمها الحجاج الذين قد حجوا قبل هذا العام، ويعرفونها أيضا بما تكرر من تعليمهم وتفقيههم.
فنتواصى بالحرص على إتمام شعائرنا ومناسكنا حتى يقبل الله تعالى أعمالنا. نسأل الله أن يجعل حجنا حجا مبرورا، وسعينا مشكورا وذنبنا مغفورا، وعملنا صالحا مقبولا، ونسأله أن يجعل أعمالنا صالحة، وأن يجعلها لوجهه خالصة، وألا يجعل فيها لأحد شيئا، ونسأله ألا يؤاخذنا بما يقولون، وأن يغفر لنا ما لا يعلمون إنه على كل شيء قدير، والله تعالى أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
أسئـلة
س: هناك أسئلة يا شيخ، بعض الإخوان في المخيم هنا، وهو مخيم تقريبا مخصص لتوزيع الكتب والرسائل على الحجاج، والإخوة الحضور أكثرهم من المشاركين في هذا البرنامج يشرف عليه الشيخ عبد الرحمن الضباع وزعوا أكثر من مليونين ونصف رسالة في هذا الموسم ولله الحمد ( الحجاج ما بلغوا هذا الحجاج كلهم) كيف؟ يوزعون على الواحد أربعة خمسة كتب مختلفة، وزعوا مليونين ونصف من الكتب، وأيضا لهم مجهود في استقبال الهدي وتوزيعه حتى ذبحه طبخه وتوزيعه على الحجاج، لو احتاج منكم كلمة في الحث على هذه المسائل والتعاون فيها.
لا شك أن هذه أعمال خيرية، فالحجاج وبالأخص الجهلة الذين لم يقدموا قبل هذه المرة بحاجة إلى تعليمهم، وبحاجة إلى تفقيههم.
أولا: في معرفة الأحكام، وثانيا: في معرفة الحكم والمصالح التي تترتب على هذه الأعمال؛ ليكونوا على بصيرة من أمرهم؛ وليعلموا أن الله تعالى ما شرع شيئا إلا لحكمة ولمصلحة ظاهرة، وأن كل شعيرة من هذه الشعائر، وكل عبادة من العبادات التي تؤدى في هذا لا بد أن فيها مصلحة، ولله تعالى فيها حكمة عظيمة.
فهذه الجهود التي كتبها العلماء في هذه الرسائل، وكذلك سجلوها في هذه الأشرطة تبين هذه الأحكام، فإذا وزعت على هؤلاء الوافدين بلغات مختلفة يتبصرون بها يقرءونها في حالة أدائهم لهذه المناسك.
وكذلك يتبصرون في دينهم بعد رجوعهم إلى بلادهم وقد تزودوا علما باشروه وسمعوه وقرءوه، ونظروا فيه ازدادوا بصيرة في دينهم، تعلموا ما عليهم من المعلومات، تعلموا ما يجب عليهم في أمور الاعتقاد الذي هو اعتقاد ما يجب اعتقاده في أسماء الله وصفاته، والإيمان بكتبه ورسله وملائكته واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وكذلك الأحكام أحكام العبادات، وكذلك ما يضادها: البدع والمحدثات.
نقول: إن هذا بلا شك مما يجب على المسلمين، وإنه من التعاون على البر والتقوى، فالذين قاموا بهذا التوزيع، وبهذه الدعوة، وبهذه التعاليم لهم أجر كبير سواء الذين سجلوا هذه الأشرطة، أو الذين طبعوا هذه الكتب وهذه المطويات والرسائل، أو الذين قاموا بتفريقها على الحجاج في أماكنهم في عرفة وفي مزدلفة وفي منى قبل يوم عرفة وبعده في هذه الأيام، أو فرقوها عليهم في أماكنهم، وفي مساكنهم، لا شك أن هذا كله من الأعمال الفاضلة، ومما يثيب الله الذين ساهموا في ذلك وساعدوا عليه؛ وذلك لقول الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ .
فمن التعاون: نشر تعاليم الإسلام، من التعاون على البر والتقوى تثقيف الناس ودلالتهم على ما يجب أن يعملوه، دلالتهم على مصالحهم الدنيوية والدينية، إذا كانوا مثلا بحاجة إلى ما ينقذ حياتهم من أطعمة أو نحوها، كحال كثير من الحجاج الذين هم فقراء، لا يجدون ما يقتاتون به؛ فوزعت عليهم أطعمة يقتاتون بها، يسدون بها جوعتهم؛ كان لمن ساهم في ذلك أجر، سواء الذين تبرعوا بالطعام: لحما أو خبزا أو غيره، أو الذين ناولوا ذلك للفقراء ونحوهم.
كما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا تصدقت المرأة من بيت زوجها كان لها أجر بصدقتها، ولزوجها بما اكتسب، وللخادم مثل ذلك ؛ لأنهم تشاركوا: زوجها هو الذي اكتسب المال، وهي التي أمرت بإعطائه المسكين، والخادم هو الذي ذهب به، وناوله ذلك المسكين أو الفقير؛ فكل منهم له أجر، ولا ينقص أجر أحدهم أجر الآخر. فهذه من الجهود المشكورة التي إذا عملوا بها فإن الله يثيبهم ويضاعف لهم الأجر، ويعظم أجرهم ومثوبتهم.
نقول: إن على كل مسلم أن يجتهد في نفع المسلمين سيما هؤلاء الوافدين؛ فكثير منهم جهلة بالدين، لم يقرءوا القرآن، ولم يقرءوا الأحاديث، وليس عندهم مراجع ولا كتب مع كثرة الكتب وتوفرها، وكثير منهم أيضا عندهم بدع تلقوها عن الأسلاف وعن الآباء والأجداد والمشائخ وظنوا أنها من السنن، فإذا أعطوا ما يتفقهون به في دينهم تعلموا بعد الجهل؛ فرجعوا عالمين بعد أن كانوا جهلاء، وإذا أعطوا ما يبين لهم السنة امتثلوا ذلك، وتركوا البدع التي كانوا عليها.
فكل ذلك من التعاون على الخير، فيحتسب المسلم ويقوم بما يسره الله له، وبما يقدر عليه سواء توزيع هذه النسخ أو المطويات أو الرسائل وما أشبهها، أو توزيع هذه الأشرطة التي تشتمل على تعليمات للمناسك، أو تعليمات في العقائد، أو ما أشبه ذلك.
وهكذا أيضا توزيع اللحوم: لحوم الأضاحي ولحوم الهدايا ولحوم الفدية، ولحوم الجزاء ولحوم الدماء التي يشرع الإتيان بها وذبحها في هذه المناسك، أو توزيع بقايا الأطعمة، وبقايا الأرز، وبقايا الخبوز، وما أشبهها.
فإن كثيرا من الفقراء -كما تشاهدونهم حول الجمرات- قد جلسوا على الأرض، ليس لهم مأوى يأوون إليه مائة أو عشرات الألوف ليس لهم مكان. لا شك أن هؤلاء قد لا يجدون ما يأكلونه، فإذا ساعدهم إخوانهم المسلمون فأعطوهم ما يقتاتون به كانوا على خير في ذلك، وكان لهم من الأجر مثل أجور المتبرعين؛ فمن دل على خير فله مثل أجر فاعله، ومن دعا إلى هدى كان له مثل أجور من اتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيء. هذه وصية لكم، وتشجيع لكم على عملكم.
س: بالنسبة ـإن شاء الله ـ لحج الإفراد، طبعا عملنا طواف القدوم مع سعي الحج ـ إن شاء الله ـ ولسه لغاية الحين ما طفنا طواف الإفاضة، هل طواف الإفاضة يمنع عن طواف الوداع ـ إن شاء الله ـ؛ نطواف واحد بس اللي هو طواف الإفاضة بنية طواف الإفاضة؟
هذا يتكرر السؤال عنه، لا بأس أنك تطوف طوافا واحدا، وتنويه عن الإفاضة والوداع، ثم تسافر بعده.
س: يعني يحط النيتين ولّا نية الإفاضة بس؟
نية واحدة نية الإفاضة، أو نيتين إفاضة ووداع، يكفيك طواف واحد، لكن تسافر بعده. أما إذا أقمت بعده يوما أو نصف يوم فإنك تعيد طواف الوداع.
س: طيب بالنسبة أنا والدي حج سنة ستة وثمانين، توفاه الله هذا العام، فجيت حجيت عن والدي، هل يجوز الحج عنه إن شاء الله؟ يعني: هو حج حجة الإسلام سنة ستة وثمانين، وتوفي هذا العام، ونويت الحج لوالدي هذا العام؟
على خير إن شاء الله يعني: له الآن خمس وثلاثون سنة منذ توفي ( لا، ستة وثمانين هذا هو توفي قبل خمس سنين ) ستة وثمانين يعني له خمس وثلاثون سنة ( تاريخ النصارى ) خمس وثلاثون سنة . ( لا هو حج منذ عشر سنين والدي حج مثلا من عشر سنين، توفي هذا العام كويس، فأنا حجيت عنه هذا العام يجوز ـ إن شاء الله ـ إن إحنا نحج عن والدنا؟ ) خيرا إن شاء الله. هل فهمت توجيه الشيخ ؟ نعم.
له ست وثلاثون سنة، أو سبع وثلاثون سنة منذ مات، ( هذا مات هذا العام والدي من خمس شهور ) ولا منذ يعني قد مر على حجته خمس وثلاثون سنة ( لم تمض على حجته خمس وثلاثون سنة .لا ) نعم. ست وثلاثون سنة؛ سنة ستة وثمانين نحن الآن في أربعمائة واحد وعشرين. ( أنا أتحدث عن الميلادي، آسف ألف وتسعمائة ستة وثمانين ميلادي ) ما تعرف التاريخ الهجري؟ ما تعرفون الهجري؟ الهجري: الذي هو هجرة نبينا، كيف نذهب إلى تاريخ النصارى، ونختاره ونقدمه على تاريخ المسلمين؟! ( يعني: هو يعتبر حج سنة ألف وأربعمائة واثنين هجري، والحين: إحنا الآن في ألف وأربعمائة واحد وعشرين توفي هذا العام بخمس شهور، أنا أقصد، فأنا قلت ـ إن شاء الله ـ: أهب هذا الحج أنا حجيت قبل كده، فقلت: أعمل هذا الحج هذا لوالدي، يعني: معروفا لصنعه مثلا ) لك ذلك، لك أجر.
س: أنا طالب عسكري في مزدلفة أحرمت بالحج من مزدلفة فهل يلزمني الدم، علما بأني اعتمرت في أول الشهر؟
عندما جئت إلى مكة في أول شهر ذي الحجة، اعتمرت؟ (نعم ) وأحرمت بالحجة يوم التروية؟ (لا. يوم عرفة ) يوم عرفة ( من مزدلفة ).
أي نعم. يكون عليك فدية؛ لأنك متمتع، حجيت، واعتمرت ( عليه هدي ) عليك دم يعني هدي دم التمتع، أنت متمتع، من أتى بعمرة وحجة فإنه متمتع.
س: وإن كنت لم أنو بالعمرة التمتع؟
ما علينا من نيتك، علينا من أنك أتيت بعمرة وحجة في سفرة واحدة، فهذا هو التمتع (جزاك الله خيرا) ذبحت أو ما ذبحت؟ ( لم أذبح ) تذبح اليوم، أو الليلة أو بكرة.
س: الذكر بالقلب، وباللسان، وبالجوارح، كيف يكون ذكر الجوارح؟
الصلاة ذكر، الطواف ذكر، الوقوف بعرفة ذكر، رمي الجمار حركات ذكر، كل هذه الأعمال البدنية تعتبر ذكر -نعم- كذلك نظرك إلى آيات الله تعالى ذكر، مشيك إلى المساجد ذكر، ومشيك إلى أماكن العبادة ذكر، كل أنواع العبادات البدنية.
س: شيخ أحسن الله إليك يا شيخ. سمعنا ورأينا كثيرا من الناس يقولون: بأن كثيرا من الإخوان يسألونهم ويفتونهم: بأن يجوز الرمي قبل الزوال؛ فذهبوا ورموا قبل الزوال، إيش يكون الحكم عليهم ؟
إثمهم على من أفتاهم، من أفتي بغير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه.
س: وإذا تيسر له أن يعيد الرمي؟
نحن ما نبيح ذلك بغير عذر، بغير ضرورة، وإذا فعلوا وترخصوا؛ أمرناهم بأن يعيدوا الرمي.
س: وإذا تيسر له أن يعيد الرمي في نفس اليوم يا شيخ؟
يعيد الرمي في نفس اليوم، أو يعيدونه بكرة بعد الزوال، يعيدون رمي اليوم، يعيدونه غدا.
س: الحين فيه مشكلة؛ الحين إحنا متعجلين، وعايزين نمشي، والباصات لغاية الحين لسه مجتش، واحنا قاعدين في مزدلفة هنا، فهل هنا يبقى احنا متعجلين وبره منى خلاص وممكن تيجي الباصات بالليل، ونمشي بالليل، وَلَّا لا بد من البيات إلى ثاني يوم ـ إن شاء الله ـ اللي هو اليوم الأخير اللي هو اليوم الثالث عشر؟
إذا ما جاءت الباصات قبل الغروب فلا تخرجوا، اجلسوا وارموا غدا.
س: رغم إن إحنا هنا بره منى ؛ إحنا الحين بره منى في مزدلفة ؟
لستم بره، أبدا. في داخل منى .
س: يعني: ينتظروا ـ إن شاء الله ـ نخبرهم لو الباصات مجتش لغاية الغروب ساعة المغرب ينتظروا لغاية بكرة ـ إن شاء الله ـ؟
بكرة ترمون بعد الزوال ثم تنصرفون .. ( جزاك الله خيرا).
س: يا شيخنا شخص مريض، أكمل كل النسك هل عليه طواف الوداع؟ من أهل مكة ؟ (نعم.) من أهل مكة ؟ ( ما هو من أهل مكة ) مريض؟ ( مريض أيوا، وأكمل كل النسك ما عدا الوداع؟
إما أن يذبح عنه فدية واحدة من الغنم من ضأن أو ماعز، وإما أن يطاف به محمولا.
س: اعتمرت عمرة، وأحرمت من عند الحرم اشتريت إحراما من عند الحرم وأحرمت من عند الحرم واعتمرت، فهل علي شيء، وهل هذا يجزي -ما رحت مسجد التنعيم ؟
أنت من أهل مكة ؟
لا . طالب هنا، وما نويت العمرة قبل.
طالب هنا؟
طالب عسكري جيت هنا بداية الشهر طالب عسكري منتدب ..
-نوى العمرة؟
-ما نويت العمرة غير هنا.
- من أين جئت ؟
(من المدينة ) .
- هل جئت ما لك نية؟
( لا . ما نويت العمرة ) .
- ما لك نية في الحج أبدا؟
(العمرة العمرة ) .
الحج والعمرة ما لك نية؟
( لا لا ) .
ما طلبت الحج ولا تعتمر؟
(لا . يوم عرفة اعتمرت ولكن ما نويت حج) ولا حجيت؟ ( ولا حجيت ) .
منعوك من الحج؟
إذا صار ما لك نية معذور. ما عليك.
س: ( أهل مكة يحرموا بالعمرة والحج من مكة ولا من؛ هل إحرام أهل مكة ) ؟
س: أنت من أين أحرمت؟
- ( أحرمت من قريب من الحرم مكان اشتريت الإحرام أحرمت على طول يوم اشتريت الإحرام أحرمت مكان قريب من الحرم ) .
ما خرجت خارج الحدود؟
( لا لا ) .
ما هذه بعمرة، العمرة لا بد فيها أن تخرج منها إلى خارج الحدود، تخرج مثلا إلى أقرب مكان من حدود الحرم يعني: كالتنعيم أو عرفة تحرم من هناك.
س: طَيِّبْ عليَّ شيء يا شيخ؟
أي نعم. عليك دم. لأنك أحرمت من داخل الحرم ما أحرمت من الميقات للعمرة.
س: أهل مكة يحرموا العمرة من الحرم ولّا يذهبوا إلى أدنى الحل؟ في العمرة؟ أيوه.
يخرجوا إلى أدنى الحل؛ يخرجون إلى عرفة يخرجون إلى الشرائع يخرجون إلى التنعيم يعني اللي هي خارج حدود الحرام .
س: رمي الجمار ممكن يتأجل لغاية بعد المغرب عشان الزحمة بس؟ يعني من أجل الزحمة فقط، ما فيه أي عزر تاني إلا الزحام بس، أؤجله لغاية بعد المغرب؟
لا بأس، إذا خاف الزحام.
س: - إحنا طلبة عسكريون، ولم يسمحوا لنا بالحج، وما حجينا حج الفرض، فهل لو ما حجينا يعتبر علينا ذنب؟
- ما وقفتم بعرفة ؟
ما حجيت؛ لأنهم ما سمحوا لي.
ما جئت عرفات ؟
أنا في المزدلفة .
ما خرجت لعرفة .
لا لا .
عملكم هنا؟
نعم.
ولا حجيت حج فرض؟
لعله في السنة القادمة حج ولو مثلا أنك في ليلة العيد أنك أحرمت بعد نصف الليل، ولو الساعة أربع آخر الليل، أو الساعة عشرة أول الليل، أنك أحرمت بالحج، ورحت إلى عرفة وجلست فيها نصف ساعة، أو .. ورجعت إلى مزدلفة وبقيت فيها إلى الفجر، ثم أتيت إلى منى ثم بعدما تطلع الشمس رحت ورجمت، وحلقت كان حجك ما يصير، ما يستغرق ثلاث ساعات، أو أربع ساعات؛ يعني من الساعة أربع إلى الساعة سبع وإذا أنت متحلل، وتروح عملك.
س: - ما يسمحون يا شيخ بالإذن. ما يسمحون يا شيخ لأحد أن يطلع.
عادي عادي ممكن أن تطلع في آخر الليل، ما يسمحون أنت تنام.
لا.
تستيقظ للأبد.
لا نخرج.
ما تخرجون ليلا ونهارا أربعة وعشرين ساعة!
بس فيه أمر يا شيخ يقول: يمنع على الطلبة -عموم الطلبة- عدم الحج.
عدم الخروج.
عدم الخروج للحج، ولّا أنا أقدر أطلع، يعني.
تحرم بثيابك، وتروح تأخذ أدنى سيارة.
ولّا بتمشي؟
تصل إلى عرفة في نصف ساعة، وأنت محرم تقول: لبيك عمرة لبيك حجة، ثم بعد ذلك ترجع، وتجلس بمزدلفة إلى صلاة الفجر، ثم تروح ترمي الجمارات، وتحلق رأسك، وترجع إلى عملك، ثلاث ساعات، وإذا حجك كامل.
س: السؤال المقصود يعني: هل يأثم إذا ما أذنوا هم ، هل آثم؟
- أبدا، ما لكم تصرف، ما لكم تصرف في وقت راحتي، أنا عندي راحة .
- ما عندك راحة وقت؟
- النهاردة راحة، تعتبر راحة، صح .
- ما عندك راحة في آخر الليل؟ إذا كان لك في آخر الليل؛ بتنام يعني يرخصون لكم مثلا من الساعة عشرة أو بعضكم من الساعة عشرة لكم إلى الساعة سبع راحة، أو مثلا: أنتم تتناوبون، قسم منك يشتغلون من الساعة مثلا سبع في النهار إلى الساعة مثلا ثلاث بالنهار بعد العصر، والقسم الآخرون يشتغلون من الساعة ثلاث العصر إلى الساعة سبع أو إلى الساعة عشر في الليل، والقسم الآخر من الساعة عشر في الليل إلى الساعة سبع في النهار؛ يعني كل واحد يقتسم ثمان ساعات.
فهؤلاء إذا جاءهم وقت راحتهم يحرم واحد منهم ويروح ويقف في عرفة الوقوف بعرفة نحو أربع وعشرين ساعة، يقف ساعة ليلا أو نهارا، ولو بثيابه: لبيك حجة لبيك حجة، ويرجع إلى المزدلفة في الليل، ويبيت فيها ساعة، ساعة من آخر الليل، ويروح إذا طلعت الشمس ولو بثيابه ويرمي الله أكبر الله أكبر، يا حلاق احلق رأسي، تمت حجتي.
ما بقي علي إلا الطواف لو ما أطوف إلا بعد عشرة أيام، والرمي أوكل فيه، ولّا مثلا إذا جاني وقت رحت ورميت في الليل أو في النهار، والمبيت أنا بايت في المزدلفة ...
- جزاك الله خيرا. لعله السنة القادمة يقول لزملائه بهذا.
س: عندنا أمر يقول: مديرنا يقول ممنوع أحد يحج، هل لو حجيت يعني بدون إذنه يجوز؟
وقت التصرف بيدي؛ أنا في وقت راحتي أنا رحت تمنعني لا أقول لبيك حجة! تمنعني لا أقول لبيك اللهم لبيك!
فالجنود مثلا لو كانوا لابسين كاملين ولكن يقفون بعرفة يراقبون الناس وهم بثيابهم، بثياب البدلات هذه، ما هم يمنعونهم لا يقول الواحد منهم: لبيك حجة لبيك اللهم لبيك!
وقت أنت تمشّي الناس، وواقف على الحدود، قل له مثلا: صرت خادم في ها البواب هذه، فلا يمنعك إذا قلت لبيك حجة. ما علينا منك، ولا علينا من الّلي قلبك، مشِ أعمالنا ولا علينا منك على الواجب، فيحج وهو معهم يقول: لبيك حجة اللهم تقبل منا اللهم اغفر لنا وهو ينظم أعمالهم.
وإذا انصرفوا من عرفة انصرف معهم، وأخذ أيضا معه وجلس معهم يخدمهم وهو مكمل بثيابه أيضا، وإذا انصرفوا من مزدلفة انصرف معهم ينظم الأعمال سواء اللي ينظمون السيارات، أو يخدمون مثلا أحد المخدومين، أو ما أشبه ذلك الذي مع المشايخ، والذي مع الأمراء والذي مع التجار كالخدم ونحوهم أو السواقين أو نحو ذلك. ما هم قائلين لهم لا تقولوا لبيك.
لا تحرم قلبك، ما علينا إلا بس من ثيابك؛ خليك بالثياب هذه، الثياب هذه لما أحرمها يصير عليك صيام ستة أيام بس. –كم؟- ستة أيام: ثلاثة وثلاثة؛ ثلاثة عن اللباس، وثلاثة عن تغطية الرأس، هذا الذي يلزمه.
ويرجع في منى يبيت معهم، ولو كان في عمله، ولو كان حارس بيحرس بينظم السير وينظم الأعمال، وإذا جاء وقت الرمي أخذ له نصف ساعة، أو ساعة، وراح ورمى وهو بثيابه.
كذلك أيضا يبيت في مزدلفة بمنى أيام منى وكذلك يبقي عليه الطواف، يطوفه ولو بعد عشرة أيام، يعني: ولا يضره .. ولا تحلق رأسك، لا ترم الجمار في وقت فراغك.