إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
تفاسير سور من القرآن
87373 مشاهدة print word pdf
line-top
تفسير قوله: كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ

...............................................................................


الذي فصلنا لكم فيه الحلال والحرام، وبينا لكم فيه حرمة كشف العورات، ولزوم سترها وأخذ الزينة، وأنه لا يحرم أحد ما أحله الله كهذا البيان الواضح لهذه الأحكام. نبين الآيات دائما في هذا القرآن لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ والبيان عام، ولكنه خص به القوم الذين يعلمون؛ لأن أهل العلم الذين يعلمون هم الذين يفهمون عن الله هذا البيان. أما الجهلة فلا يفهمون شيئا، ومن لا ينتفع بالشيء فكأنه لم يتوجه إليه.
ونظير هذا كثير في القرآن، يخص الله به الحكم المنتفع به، مع أن الحكم أصله عام؛ كقوله: إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا ؛ مع أنه في الحقيقة منذر الأسود والأحمر، إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وهو منذر للأسود والأحمر، فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ؛ لأن الذي يخاف الوعيد هو المنتفع به مع أن التذكير بالقرآن عام.
وهذا كثير في القرآن أن يخص الحكم بالمنتفع به دون غيره. وذلك هو معنى قوله: كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ اقرأ الآيات.

line-bottom