لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
99997 مشاهدة
الاختلاف بين السلف اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد

يقول: غالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد. يعني: أنه اختلاف تنوع، يعني أنها أنواع لا أنها أضداد.
الضدان: هما المتنافيان اللذان لا يمكن الجمع بينهما . وأما التنوع: هو الذي يمكن الجمع بينهما، فيقال: هذا نوع، وهذا نوع. مثل أنواع المأكولات، يقولون: إنها أجناس، تحت كل جنس أنواع. فمثلا إذا سمعت بنوع من التمر يقال له السكري تسأل ما هو السكري؟ فيقال: تمر، وتسأل ما هو البرني؟ فيقال تمر، ما هو البرحي؟ فيقال تمر، وما هو الإبراهيمي الصيحاني العجوة، وأشباهها؟ فيقال تمر.
فأسماء لمسمى واحد ولكن لها أنواع. فكل واحد يسمى نوعا. فهذا اختلاف التنوع، بخلاف اختلاف التضاد فإن كلا منهما غير الآخر. فإذا قيل: هذا لذيذ الطعم كالتمر، قال الآخر بل لذيذ الطعم كالسكر، قال الآخر: بل لذيذ الطعم كالعنب. فالعنب هو السكر هو التمر ونحوها متضادة. ذكر اختلاف التنوع ثم اختلاف التضاد.