الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
134196 مشاهدة print word pdf
line-top
بيان ما يمكن التثبت من صحته من التفسير بالمنقول

يقول أما القسم الأول الذي يمكن معرفة الصحيح منه فهذا موجود فيما يستند إليه ولله الحمد، يعني الآثار التي يحتاج الناس إلى معرفة الصحيح منها يوجد ما يدل عليها إذا كان الناس بحاجة إلى معرفة دلالة الآية فلا بد من وجود أدلة تبينها إما عن الصحابة وإما عن التابعين وإما بالأحاديث المرفوعة، فكل شيء الناس بحاجة إليه لا بد أن يوجد دليل يبينه ويوضحه، كثيرا ما يوجد في التفسير والحديث والمغازي أمور منقولة عن نبينا صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، يعني يوجد أحاديث التفسير مرفوعة ينقلها العلماء وأكثر من يعتني بها ابن كثير رحمه الله وذلك لأنه من المحدثين وهو يفسر الآيات بالآيات ثم يستدل عليها بالآيات والأحاديث، وإن كان أيضا قد يستدل بأحاديث ضعيفة لكن يرويها بأسانيدها، فيقول: قال الإمام أحمد كذا قال الإمام البزار كذا، ثم يسرد الإسناد، يقول: والنقل الصحيح يدفع ذلك يعني يدفع الكذب، بل هذا موجود فيما هو مستنده النقل، يعني الأدلة النقلية ظاهرة، كل شيء مستنده النقل يعني بالأسانيد فإنه موجود وفيما قد يعرف بأمور أخرى غير النقل يعني قد يوجد أيضا أقوال قال بها بعض السلف لكن عليها دليل وإن لم يكن منقولا.
يقول: والمقصود أن المنقولات التي يحتاج إليها في الدين قد نصب الله الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره، كل شيء يحتاج إليه الناس في الدين فلا بد أن يكون عليها أدلة تبين ما فيها من صحيح وغيره، مثل أحاديث الأحكام وآيات الأحكام وآثار الأحكام، الحلال والحرام نصب الله تعالى عليها أدلة تبين صحيحها وضعيفها، ووفق الله علماء الأمة فبينوا الصحيح من الضعيف وبينوا الصدق من الكذب.

line-bottom