جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
117094 مشاهدة print word pdf
line-top
بيان ما يمكن التثبت من صحته من التفسير بالمنقول

يقول أما القسم الأول الذي يمكن معرفة الصحيح منه فهذا موجود فيما يستند إليه ولله الحمد، يعني الآثار التي يحتاج الناس إلى معرفة الصحيح منها يوجد ما يدل عليها إذا كان الناس بحاجة إلى معرفة دلالة الآية فلا بد من وجود أدلة تبينها إما عن الصحابة وإما عن التابعين وإما بالأحاديث المرفوعة، فكل شيء الناس بحاجة إليه لا بد أن يوجد دليل يبينه ويوضحه، كثيرا ما يوجد في التفسير والحديث والمغازي أمور منقولة عن نبينا صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، يعني يوجد أحاديث التفسير مرفوعة ينقلها العلماء وأكثر من يعتني بها ابن كثير رحمه الله وذلك لأنه من المحدثين وهو يفسر الآيات بالآيات ثم يستدل عليها بالآيات والأحاديث، وإن كان أيضا قد يستدل بأحاديث ضعيفة لكن يرويها بأسانيدها، فيقول: قال الإمام أحمد كذا قال الإمام البزار كذا، ثم يسرد الإسناد، يقول: والنقل الصحيح يدفع ذلك يعني يدفع الكذب، بل هذا موجود فيما هو مستنده النقل، يعني الأدلة النقلية ظاهرة، كل شيء مستنده النقل يعني بالأسانيد فإنه موجود وفيما قد يعرف بأمور أخرى غير النقل يعني قد يوجد أيضا أقوال قال بها بعض السلف لكن عليها دليل وإن لم يكن منقولا.
يقول: والمقصود أن المنقولات التي يحتاج إليها في الدين قد نصب الله الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره، كل شيء يحتاج إليه الناس في الدين فلا بد أن يكون عليها أدلة تبين ما فيها من صحيح وغيره، مثل أحاديث الأحكام وآيات الأحكام وآثار الأحكام، الحلال والحرام نصب الله تعالى عليها أدلة تبين صحيحها وضعيفها، ووفق الله علماء الأمة فبينوا الصحيح من الضعيف وبينوا الصدق من الكذب.

line-bottom