إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
117067 مشاهدة print word pdf
line-top
ورع أصحاب ابن مسعود

ثم يقول: حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم تلميذ ابن مسعود إبراهيم النخعي قال: كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه، يعني: يخشون أن يقع منهم شيء من الغلط. إبراهيم التيمي إذا قال: كان أصحابنا أو كانوا فإنه يريد بذلك أصحاب ابن مسعود إذا قال كانوا يقولون، أو كانوا يرون كذا، أو كان أصحابنا يقولون كذا فإنه يعني أصحاب عبد الله بن مسعود ؛ لأن لهم أقوالا تلقوها عن ابن مسعود قد يكونون يخالفون فيها بعض من هم من أهل العلم في زمانهم يتقون التفسير؛ يعني: بالرأي ويهابونه.

line-bottom