شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
ورع سعيد بن المسيب
وقال مالك اسم> عن يحيى بن سعيد اسم> عن سعيد بن المسيب اسم> أنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن قال: إنا لا نقول في القرآن شيئا، مع أن سعيد بن المسيب اسم> من علماء التابعين، وأحد الفقهاء السبعة، ومع ذلك لا يذكرون عنه كثيرا في التفسير، ليس كابن عباس اسم> وليس كمجاهد اسم> ونحوه فهو يقول: إنا لا نقول في القرآن شيئا، يعني: كأنه يقول: لا نقول فيه بغير علم.
وقال الليث اسم> حدثنا عن يحيى بن سعيد اسم> عن سعيد بن المسيب اسم> هذا أيضا إسناد صحيح؛ فإن الليث بن سعد اسم> عالم مصر اسم> يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري اسم> العالم المشهور عن سعيد بن المسيب اسم> أنه كان لا يتكلم في المعلوم من القرآن، لا يتكلم في الشيء الذي يعلمه، فهذا سعيد بن المسيب اسم> من باب الورع.
وقال شعبة اسم> عن عامر بن مرة اسم> قال: سأل رجل سعيد بن المسيب اسم> عن آية من القرآن فقال: لا تسألني عن القرآن، وسل من يزعم أنه لا يخفى عليه منه شيء يعني عكرمة اسم> فكان ابن المسيب اسم> يتحرج أن يفسر آية في القرآن مخافة أن يقول فيها بغير علم مع أن كثيرا من السلف رحمهم الله فسروا القرآن ولا يزالون، أحاله على عكرمة اسم> مولى ابن عباس اسم> وادعى أنه لا يخفى عليه منه شيء؛ يعني أن عكرمة اسم> كان يفسر القرآن وسعيد اسم> يتحرج من تفسير القرآن.
وقال ابن شوذب اسم> حدثنا يزيد بن أبي يزيد اسم> قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب اسم> عن الحلال والحرام -وكان أعلم الناس- فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع.
تدل هذه الآثار على أن سعيد بن المسيب اسم> يتورع عن أن يفسر آية في القرآن؛ ولذلك تقل الأسانيد عنه بالتفسير؛ يعني ما نقل عنه تفسير إلا شيء يسير.
وقال ابن جرير اسم> حدثني أحمد بن عبدة الضبي اسم> حدثنا حماد بن زيد اسم> حدثنا عبيد الله بن عمر اسم> هذا أيضا إسناد جيد. عبيد الله بن عمر اسم> هذا هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب اسم> من علماء التابعين وأجلائهم يقول: لقد أدركت فقهاء المدينة اسم> ولعله يعني الفقهاء السبعة الذين ذكرنا أن الفقهاء في المدينة اسم> سبعة نظمهم الناظم بقوله:
ألا إن من لا يقتــدي بأئمــة | فقسْمَتُهُ ضيزى عن الحق خارجه |
فقل هم عبيد الله اسم> عـروة اسم> قاسـم اسم> | سعيـد اسم> أبو بكـر اسم> سليمان اسم> خارجــة اسم> |
مسألة>