لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
86711 مشاهدة
ورع الشعبي

وقال شعبة عن عبد الله بن أبي السفر قال: قال الشعبي والله ما من آية إلا وقد سألت عنها، الشعبي رحمه الله عامر بن شراحيل من حفاظ التابعين وعلماء الأمة، وهو يقول: ما من آية إلا وقد سألت عنها، ولكنها الرواية عن الله تعالى؛ ولهذا يقل نقل التفسير عن الشعبي التفاسير التي تنقل يقل أن ينقل عنه شيء في التفسير؛ ولكن في الحديث كان ثقة حافظا مرجعا من مراجع المحدثين. وهو مع ذلك يقول: ما من آية إلا وقد سألت عنها؛ يعني: وعرفت مدلولها، ولكنها الرواية عن الله تعالى؛ فلأجل ذلك كان يتورع أن يحدث بكل ما سمع، وأن يحدث بكل ما علمه من تلك الآية، قد يكون بينهم اختلاف تنوع أو اختلاف تضاد.