شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
الصحابة والتابعون أهل صدق وعدل
فكذلك نقول: إننا إذا تحققنا أن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم أهل علم وأهل ورع وأهل ديانة وأمانة، تحققنا أن أحدا منهم لا يتعمد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك أيضا علماء التابعين سواء بمكة اسم> أو بالمدينة اسم> أو الشام اسم> أو البصرة اسم> من هذه البلاد كلها كثير من التابعين الذين اهتموا بالحديث.
فمن عرف مثل أبي صالح السمان اسم> تلميذ أبي هريرة اسم> واسمه ذكوان ويقال له أيضا زيات، سمي بابن أبي هريرة اسم> لأنه دائما يقولون عن أبي صالح اسم> عن أبي هريرة اسم> وكذلك تلميذه الآخر الذي هو الأعرج اسم> واسمه عبد الرحمن بن هرمز اسم> دائما يقال عن الأعرج اسم> عن أبي هريرة اسم> وكذلك تلميذه سليمان بن يسار اسم> وهو أحد الفقهاء السبعة؛ الفقهاء السبعة يعني فقهاء المدينة اسم> سبعة نظمهم الناظم بقوله:
إذا قيـل من في العلم سبعة أبحـر | روايتهـم ليست عن العلم خارجـه |
فقـل هم عبيد اللـه اسم> عروة اسم> قاسـم اسم> | سعيـد اسم> أبو بكـر اسم> سليمان اسم> خارجـة اسم> |
وأمثالهم علموا قطعا أنهم لم يكونوا ممن يتعمد الكذب في الحديث، وذلك لفضلهم، فضلا عمن هو أفضل منهم كمحمد بن سيرين اسم> والقاسم بن محمد اسم> محمد بن سيرين اسم> مولى أنس اسم> سيرين اسم> مولى لأنس اسم> أعتقه ثم كان له أولاد كلهم علماء أو أكثرهم حتى أختهم حفصة بنت سيرين اسم> من رواة الحديث؛ ولكن أشهرهم محمد اسم> ثم أنس بن سيرين اسم> والقاسم بن محمد اسم> هو أحد الفقهاء السبعة أيضا الذين ذكرهم الناظم، وجده أبو بكر الصديق اسم> وعمته عائشة اسم> .
كذلك سعيد بن المسيب اسم> هو من الفقهاء السبعة، عبيدة السلماني اسم> من تلاميذ ابن مسعود اسم> علقمة اسم> والأسود اسم> هؤلاء من تلاميذ ابن مسعود اسم> الأسود النخعي اسم> ونحوه اشتهر بالرواية عن ابن مسعود اسم> هؤلاء علماء وحفاظ ننزههم أن يتعمد أحد منهم الكذب، لكن يؤخذ على الواحد منهم الغلط، الغلط والنسيان يحدث من الإنسان؛ ما سمي الإنسان إلا لنسيه، ولو قال وإلا أنه يتقلب، الغلط والنسيان كثيرا ما يعرض للإنسان يقول: النبي صلى الله عليه وسلم: رسم> إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني متن_ح> رسم> يعني في الصلاة.
من الحفاظ من قد عرف الناس بُعده عن ذلك جدا يعني بعده عن الغلط كما عرفوا حال الشعبي عامر بن شراحيل اسم> ذكروا عنه أنه يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء، يعني لما أعطيه من الحفظ. أما الزهري اسم> فإنه كتب الأحاديث، كان الذي أشار عليه بكتابتها الوليد بن عبد الملك اسم> ثم لما كتبها حفظها، وكان يحدث من حفظه كثيرا، وكان غيره من المحدثين يأتون إليه فينقلون عنه الأحاديث، نفع الله تعالى به عروة بن الزبير اسم> من الفقهاء السبعة روى عن عائشة اسم> كثيرا وحفظ عنها وعن غيرها.
قتادة بن دعامة اسم> من حفاظ التابعين، وكان أعمى؛ ولكن عنده من الذكاء ومن الحفظ ما ليس عند غيره من المبصرين. الثوري سفيان بن سعيد بن مسروق اسم> عالم العراق اسم> من الحفاظ أيضا، وأمثالهم لا سيما الزهري اسم> في زمانه توفي سنة مائة وستة وعشرين. والثوري اسم> في زمانه توفي سنة مائة وإحدى وستين، مما يدل على أنهم في زمانهم صاروا مرجعا، فإنه قد يقول: القائل إن ابن شهاب الزهري اسم> لا يعرف له غلط مع كثرة حديثه، وسعة حفظه، لكن ذكر مسلم اسم> في صحيحه أن الزهري اسم> حفظ أو نقل عنه نحو تسعين كلمة أو حديثا انفرد به، ولم يقل مسلم: إنه غلط؛ لكن يقول: تفرد به، لا يُروى إلا من طريقه، ولكن ذلك دليل على سعة حفظه.
مسألة>