شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
الوجه الثالث: تفسير يعلمه العلماء
يقول: وتفسير يعلمه العلماء. العلماء الذين تعلموا العلم يعرفون نوعا من التفسير؛ وذلك لأنهم بحثوا عن أسباب النزول فعرفوا من أسباب النزول كيف تحمل عليه تلك الآية التي يفسرونها، لما عرفوا سبب نزولها، وكذلك أيضا لما عرفوا لغة العرب عرفوا أيضا ما دلت عليه، وقد يعرفون ذلك أيضا بالسياق.
إذا قرأت مثلا قوله تعالى: رسم> وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا قرآن> رسم> فإن السياق يدل على أنها الرياح؛ لقوله تعالى في موضع آخر: رسم> تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ قرآن> رسم> فالذاريات هي الرياح. وقوله: رسم> فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا قرآن> رسم> السياق يدل على أنها السفن لأنها تحمل من فيها، ويوقرونها وقرا، وأشباه ذلك.
وكذلك إذا قرأت قوله تعالى: رسم> وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا قرآن> رسم> السياق يدل على أنها الأفراس، الخيل التي يكون لها ضبيح إذا سعت إذا عدت، وما أشبه ذلك، فهذا يعرفه العلماء.
مسألة>