الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
124543 مشاهدة print word pdf
line-top
الوجه الثالث: تفسير يعلمه العلماء

يقول: وتفسير يعلمه العلماء. العلماء الذين تعلموا العلم يعرفون نوعا من التفسير؛ وذلك لأنهم بحثوا عن أسباب النزول فعرفوا من أسباب النزول كيف تحمل عليه تلك الآية التي يفسرونها، لما عرفوا سبب نزولها، وكذلك أيضا لما عرفوا لغة العرب عرفوا أيضا ما دلت عليه، وقد يعرفون ذلك أيضا بالسياق.
إذا قرأت مثلا قوله تعالى: وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا فإن السياق يدل على أنها الرياح؛ لقوله تعالى في موضع آخر: تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ فالذاريات هي الرياح. وقوله: فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا السياق يدل على أنها السفن لأنها تحمل من فيها، ويوقرونها وقرا، وأشباه ذلك.
وكذلك إذا قرأت قوله تعالى: وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا السياق يدل على أنها الأفراس، الخيل التي يكون لها ضبيح إذا سعت إذا عدت، وما أشبه ذلك، فهذا يعرفه العلماء.

line-bottom