تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
133759 مشاهدة print word pdf
line-top
الألفاظ التي هي من قبيل المشترك اللفظي

وهذان الصنفان -انتهى من الصنف الثاني الذي هو من أصناف اختلاف التنوع- اللذان ذكرناهما في تنوع التفسير، تارة لتنوع الأسماء والصفات كما تقدم في أسماء الله وأسماء النبي صلى الله عليه وسلم وأسماء القرآن، وتارة بذكر بعض أنواع المسمى وأقسامه، بعض أنواعه كالمثال بالخبز كالتمثيلات، هما يعني: هذين الصنفين الغالب في تفسير سلف الأمة الذي يظن أنه مختلف.
وممن يذكر الاختلاف: ابن جرير فإنه إذا ذكر آية قال: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: كذا ذكر من قال ذلك، وقال آخرون: كذا ذكر من قال ذلك، ثم في النهاية يجمع بينهما ويقول: إن الله ذكر كذا، وجائز أن يكون مراده كذا وجائز أن يكون مراده كذا وكذا.
يقول: كالتمثيلات، أما غالب تفسير سلف الأمة الذي يظن أنه مختلف ومن التنازع المغرض عنهما يكون اللفظ فيه محتملا للأمرين، هذا أيضا قد يكون لأنه اختلاف، ولكن اللفظ يعم المعنيين محتملا لمعنى، إما لكونه مشتركا في اللفظ، يعني هناك ألفاظ مشتركة يشترك فيها معنيان تسمى الألفاظ أيضا قد يكون.
المشتركة التي تصدق على عدة معان ، كلفظ العين تصدق على العين الباصرة كقوله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وتصدق على العين النابعة كقوله: وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا وتصدق أيضا على العين الذي هو الجاسوس، يقال: بعث عينا ويسمى هذا مشتركا.
وكلفظ قسورة في قوله تعالى: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ فسر بأن قسورة هو الرامي، وفسر بأنه الأسد. والحمر كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ قيل: إنها الحمير الأهلية المستأنسة التي تركب، وقيل: إنها المتوحشة؛ حمار الوحش الذي هو من الصيد، وهذا هو الذي يليق بالرامي، الرامي إذا رأته تلك الحمر الوحشية فإنها تفر منه، وكذلك تفر من الأسد.

line-bottom