شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
تزكية ابن مسعود لابن عباس
ذكر بعد ذلك إسناد ابن جرير اسم> قال: حدثنا محمد بن بشار اسم> شيخ من مشايخ البخاري اسم> ومسلم اسم> يقال له: محمد بن بشار العبدي اسم> ويلقب بندار اسم> أنبأنا وكيع اسم> وكيع بن الجراح اسم> العالم المشهور أنبأنا سفيان اسم> إذا أطلقه وكيع اسم> فهو: سفيان الثوري اسم> عن الأعمش اسم> الذي هو سليمان بن مهران اسم> عن مسلم اسم> الذي هو مسلم بن صبيح اسم> ويكنى أبو الضحى اسم> عن مسروق اسم> الذي هو تلميذ ابن عباس اسم> وتلميذ ابن مسعود اسم> قال: قال عبد الله اسم> يعني ابن مسعود اسم> نعم ترجمان القرآن ابن عباس اسم> .
شهادة من ابن مسعود اسم> من أجلاء الصحابة لابن عباس اسم> أنه ترجمان القرآن؛ يعني مفسره؛ أن الله تعالى فتح عليه فصار يفسر القرآن.
ثم رواه ابن جرير اسم> عن ابن أبي داود اسم> عن إسحاق الأزرق اسم> عن سفيان اسم> عن الأعمش اسم> عن مسلم بن صبيح أبو الضحى اسم> عن مسروق اسم> عن ابن مسعود اسم> يعني مداره على الأعمش اسم> أو على سفيان اسم> أنه قال: نعم الترجمان للقرآن ابن عباس اسم> نعم مدح له.
ثم رواه أيضا عن بندار اسم> الذي هو محمد بن بشار اسم> عن جعفر بن عون اسم> عن الأعمش اسم> به، فأصبح ابن بشار اسم> رواه عن شيخين عن وكيع اسم> وعن ابن عون اسم> وأصبح الذين رووه عن الأعمش اسم> جعفر بن عون اسم> وسفيان الثوري اسم> ؛ فهذا إسناد صحيح، يعني صحيح حيث أنه صح عن الأعمش اسم> من طريقين؛ من طريق سفيان الثوري اسم> ومن طريق جعفر بن عون اسم> صحيح إلى ابن مسعود اسم> رضي الله عنه أنه قال في ابن عباس اسم> هذه العبارة تزكية من ابن مسعود اسم> لابن عباس اسم> .
ثم يقول: قد مات ابن مسعود اسم> في سنة ثلاث وثلاثين، وفي رواية في سنة اثنين وثلاثين، مات في هذه السنة قبل موت عثمان اسم> بسنتين أو بثلاث سنوات، ذكره ابن كثير اسم> في التأريخ في سنة اثنين وثلاثين؛ وهي السنة التي مات فيها أبو ذر اسم> والتي مات فيها عبد الرحمن بن عوف اسم> ومات فيها العباس بن عبد المطلب اسم> ولكن يمكن أنه مات في أول السنة التي بعدها ثلاث وثلاثين، وعِّمر ابن عباس اسم> بعده ستا وثلاثين سنة، فعلى هذا يكون مات سنة ثمان أو تسع وستين، والمشهور أنه مات سنة ثمان وستين رضي الله عنه.
يقول: فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود اسم> وما فتح الله تعالى عليه وما رزقه من العلوم، وما تعلمه من بقية الصحابة الذين عاشوا بعد ابن مسعود اسم> ما أخذه عن الصحابة، وأخذ عن عائشة اسم> وأخذ عن علي اسم> وأخذ عن عثمان اسم> وأخذ عن أبي هريرة اسم> وغيرهم من الصحابة الذين أدركهم سواء ماتوا بعده كابن عمر اسم> أو ماتوا قبله كأبي هريرة اسم> أخذ عنهم كثيرا.
وقد ذكر نحو هذا الكلام ابن كثير اسم> في مقدمة التفسير، يقول: وقال الأعمش اسم> عن أبي وائل اسم> استخلف علي اسم> عبد الله بن عباس اسم> على الموسم؛ يعني على موسم الحج، في خلافة علي اسم> رضي الله عنه؛ فخطب الناس، يظهر أن ذلك في منى اسم> فقرأ في خطبته سورة البقرة، وفي رواية سورة النور، والمشهور أنه فسر سورة النور، فسرها تفسيرا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا؛ يعني من بلاغته رضي الله عنه، وذلك مما فتح الله تعالى عليه، هذا مما رزقه الله تعالى من بلاغة، وقوة أسلوب وتعبير واضح، وتفسير للمعاني وإظهار بيان القرآن، وإظهار بلاغته وإعجازه، وإظهار كثرة ما فيه من المعاني، المعاني الكثيرة التي يفتح الله تعالى بها على بعض عباده.
مسألة>