شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
ورع عمر بن الخطاب
وقال أبو عبيد اسم> أيضا: حدثنا يزيد اسم> عن حميد اسم> عن أنس اسم> أبو عبيد اسم> إسناده ثلاثي، في هذا أنه ليس بينه وبين أنس اسم> إلا اثنان، يزيد اسم> هذا يظهر أنه ابن أبي عبيد اسم> وحميد اسم> هو حميد الطويل اسم> تلميذ أنس اسم> ذكر أن عمر اسم> رضي الله عنه قرأ على المنبر قول الله تعالى: رسم> وَفَاكِهَةً وَأَبًّا قرآن> رسم> فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه وقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر اسم> ؛ يعني لماذا تسأل؟! الأبّ قد ذكره الله تعالى وذكر أنه نبات؛ ولكن لا نسأل عنه، وإن كانت الكلمة عربية.
وقال عبد بن حميد اسم> وعبد اسم> أيضا له تفسير حدثنا سليمان بن حرب اسم> قال: حدثنا حماد بن زيد اسم> عن ثابت اسم> عن أنس اسم> قال: كنا عند عمر بن الخطاب اسم> وفي ظهر قميصه أربع رقاع فقرأ: رسم> وَفَاكِهَةً وَأَبًّا قرآن> رسم> فقال: ما الأبّ؟ ثم قال: إن هذا لهو التكلف فما عليك ألا تدريه.
وهكذا روى أنس اسم> عن عمر اسم> رضي الله عنه ذكر أنهم كانوا عند عمر اسم> وكان خليفة، ومع كونه خليفة فإنه كان زاهدا؛ ولذلك لا يخلع الثوب حتى يرقع بعدة رقاع حتى يكون فيه رقاع، فهاهنا ذكر أن في قميصه أربع رقاع؛ يعني: إذا تمزق جعل فيه رقعة ثم رقعة؛ حتى روي في بعض الأحاديث أنه لبس قميصا فيه أربع عشرة رقعة مع قدرته على أن يلبس ثيابا جددا، تورع في هذا وقال: ما يضرك أن تجهله، ما عليك ألا تعرف الأبّ.
يقول: وهذا كله محمول على أنهما رضي الله عنهما إنما أرادا استكشاف علم كيفية الأبّ؛ يعني: كيفيته وماهيته؛ وإلا فكونه نبتا من الأرض ظاهر لا يجهل، ويعني المتحقق أن الأبّ نبات؛ لأن الله تعالى قال: رسم> فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا قرآن> رسم> فكل هذه نباتات وكلها معروفة، وأكثر المفسرين على أنه الأعشاب، العشب المختلف الذي تأكله الدواب.
مسألة>