لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
117202 مشاهدة print word pdf
line-top
ورع سعيد بن المسيب

وقال مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن قال: إنا لا نقول في القرآن شيئا، مع أن سعيد بن المسيب من علماء التابعين، وأحد الفقهاء السبعة، ومع ذلك لا يذكرون عنه كثيرا في التفسير، ليس كابن عباس وليس كمجاهد ونحوه فهو يقول: إنا لا نقول في القرآن شيئا، يعني: كأنه يقول: لا نقول فيه بغير علم.
وقال الليث حدثنا عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب هذا أيضا إسناد صحيح؛ فإن الليث بن سعد عالم مصر يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري العالم المشهور عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يتكلم في المعلوم من القرآن، لا يتكلم في الشيء الذي يعلمه، فهذا سعيد بن المسيب من باب الورع.
وقال شعبة عن عامر بن مرة قال: سأل رجل سعيد بن المسيب عن آية من القرآن فقال: لا تسألني عن القرآن، وسل من يزعم أنه لا يخفى عليه منه شيء يعني عكرمة فكان ابن المسيب يتحرج أن يفسر آية في القرآن مخافة أن يقول فيها بغير علم مع أن كثيرا من السلف رحمهم الله فسروا القرآن ولا يزالون، أحاله على عكرمة مولى ابن عباس وادعى أنه لا يخفى عليه منه شيء؛ يعني أن عكرمة كان يفسر القرآن وسعيد يتحرج من تفسير القرآن.
وقال ابن شوذب حدثنا يزيد بن أبي يزيد قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام -وكان أعلم الناس- فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع.
تدل هذه الآثار على أن سعيد بن المسيب يتورع عن أن يفسر آية في القرآن؛ ولذلك تقل الأسانيد عنه بالتفسير؛ يعني ما نقل عنه تفسير إلا شيء يسير.
وقال ابن جرير حدثني أحمد بن عبدة الضبي حدثنا حماد بن زيد حدثنا عبيد الله بن عمر هذا أيضا إسناد جيد. عبيد الله بن عمر هذا هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب من علماء التابعين وأجلائهم يقول: لقد أدركت فقهاء المدينة ولعله يعني الفقهاء السبعة الذين ذكرنا أن الفقهاء في المدينة سبعة نظمهم الناظم بقوله:
ألا إن من لا يقتــدي بأئمــة
فقسْمَتُهُ ضيزى عن الحق خارجه
فقل هم عبيد الله عـروة قاسـم
سعيـد أبو بكـر سليمان خارجــة
يقول: أدركتهم وإنهم ليعظمون القول في القرآن هيبة؛ يعني يهابون أن يقولوا في القرآن وذكر منهم: سالم -عده بعضهم من الفقهاء السبعة وأكثرهم لم يعدوه - والقاسم بن محمد منهم سعيد بن المسيب منهم نافع مولى ابن عمر ما عدوه من الفقهاء السبعة ولكنه من فقهاء المدينة .

line-bottom