لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
139319 مشاهدة print word pdf
line-top
الوجه الثالث: تفسير يعلمه العلماء

يقول: وتفسير يعلمه العلماء. العلماء الذين تعلموا العلم يعرفون نوعا من التفسير؛ وذلك لأنهم بحثوا عن أسباب النزول فعرفوا من أسباب النزول كيف تحمل عليه تلك الآية التي يفسرونها، لما عرفوا سبب نزولها، وكذلك أيضا لما عرفوا لغة العرب عرفوا أيضا ما دلت عليه، وقد يعرفون ذلك أيضا بالسياق.
إذا قرأت مثلا قوله تعالى: وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا فإن السياق يدل على أنها الرياح؛ لقوله تعالى في موضع آخر: تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ فالذاريات هي الرياح. وقوله: فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا السياق يدل على أنها السفن لأنها تحمل من فيها، ويوقرونها وقرا، وأشباه ذلك.
وكذلك إذا قرأت قوله تعالى: وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا السياق يدل على أنها الأفراس، الخيل التي يكون لها ضبيح إذا سعت إذا عدت، وما أشبه ذلك، فهذا يعرفه العلماء.

line-bottom