تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
166057 مشاهدة print word pdf
line-top
فضل التحلي بآداب الحج

آداب الحج .. لقاء صاحب الفضيلة الشيخ عبد الرحمن الجبرين فليتفضل مشكورا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير. نحمد الله ونشكره ونثني عليه ونستغفره، ونسأله أن يوزعنا شكر نعمه وأن يدفع عنا نقمه، ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه.
نعرف أنكم سمعتم خيرا كثيرا منذ ابتدأت هذه السلسة في هذا المسجد الشريف، وأنكم قد تزودتم خيرا، وقد علمتم الكثير من أركان الحج ومن واجباته ومن صفته، ومما يتعلق به.
نقول: إن آداب الحج هي الصفات والأخلاق التي يتأدب بها من يريد أداء هذا النسك، ومن يعزم عليه. ولا شك أنها آداب شريفة متى تأدب بها رجي أن يقبل حجه، وأن يترتب عليه الأجر والجزاء الذي ورد فيه.
فقبل أن نبدأ في آدابه، نذكر ما يحصل عليه من أتى بهذه الآداب. وهي الأدلة على فضله، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والفضة .
والمتابعة بينهما هي الموالاة بأن يحج ثم يعتمر، ويحج ويعتمر؛ يعني يواصل بينهما ولا يمل من ذلك ولا يكل ولا يثقله تكرار ذلك، هذا من الموالاة والمتابعة بين الحج والعمرة.
أخبر بفائدتهما، هذه الفائدة قوله: ينفيان الفقر والذنوب. متى يحصل على هذا الأجر؟ إذا أتى بالحج كاملا بآدابه وبسننه.
كذلك أيضا الحديث الثاني، وهو قوله -صلى الله عليه وسلم- العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ما أعظمه من ثواب إذا حصل على الحج المبرور؛ بأن يكون متأدبا بآدابه، أخبر بأنه جزاؤه الجنة. وهي أعظم مطلب وأعظم مقصد، ومن حصل على الثواب بالجنة فقد حصل على أعظم مطلوب.
وكذلك قوله-صلى الله عليه وسلم- من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق؛ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه هذه أدلة على فضل الحج.
ثم نقول: إن آداب الحج هي الأخلاق التي يتأدب بها من أراده؛ من أراد أن يؤدي هذا الحج.
فمن آدابه: ما يتعلق بالقلب، ومنها ما يتعلق بالبدن، ومنها ما يتعلق بالمال، ومنها ما يتعلق بالأخلاق.

line-bottom