مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
ذكر تاريخ بيت الله الحرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا: محمد اسم> وعلى آله، وصحبه أجمعين.
في هذه الأيام الشريفة، والليالي الفاضلة يشرع، أو يتأكد على المسلمين أداء مناسك الحج، ولا يتم إلا في هذه الأيام، أو في اليوم التاسع منها والعاشر يتم أداء هذه المناسك؛ ذلك لأن الله -سبحانه وتعالى- أحب من عباده أن يطيعوه، وأن يمتثلوا ما أمر به، وأن يتقربوا إليه بأنواع القربات، فشرع لهم: حج هذا البيت اسم> هذا البيت اسم> سماه الله - تعالى- البيت المحرم اسم> وسماه البيت العتيق اسم> قال الله تعالى: رسم> ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ قرآن> رسم> وقال تعالى عن إبراهيم اسم> قال: رسم> رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ قرآن> رسم> هذا البيت: هو الكعبة اسم> المشرفة، سماه الله - تعالى- البيت العتيق اسم> ؛ وذلك لعتقه وقِدمه، وسماه البيت المحرم اسم> ؛ وذلك لأنه له حرمة، وله مكانة.
ولأجل ذلك لما دعا إبراهيم اسم> أن أفئدة من الناس تهوي إليه استجاب الله دعوته في قوله تعالى: رسم> فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ قرآن> رسم> رسم> أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ قرآن> رسم> لم يقل: أفئدة الناس كلهم، أفئدة بعضهم. ولو قال ذلك لأكبَّ الناس كلهم استجابة لدعوة إبراهيم اسم> ولما اتسع لهم هذا المكان؛ لذلك فإن الناس -المسلمين- تهوى نفوسهم ذلك المكان، وتلك المشاعر، وتلك الأماكن المقدسة، وتحن إليها، ويتمنى كل مسلم يحب الله -تعالى- ويحب شعائر دينه يتمنى أن يكون دائما في تلك البقاع، وما ذاك إلا لفضلها، ولمضاعفة الأجر والثواب فيها.
هكذا جاء في بعض الآثار أن الأعمال الصالحة تضاعف في مكة المكرمة اسم> وفي البيت الحرام اسم> وفي المسجد الحرام اسم> .
ثبت في الصحيح أن الصلاة في المسجد الحرام اسم> الذي حول الكعبة اسم> تعدل مائة ألف صلاة في غيره من المساجد، إلا المسجد النبوي اسم> ؛ فالصلاة فيه بألف صلاة، والمسجد الأقصى اسم> الصلاة فيه بخمسمائة صلاة. ولا شك أن هذا فضل عظيم.
ذكر الله - تعالى- أن في هذا البيت اسم> آيات. قال الله تعالى: رسم> فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا قرآن> رسم> لما ذكر قدمه، وأنه عريق في القدم؛ عند ذلك بقوله تعالى: رسم> إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ قرآن> رسم> فأخبر تعالى بأنه أول بيت وضع على الأرض البيت الحرام اسم> الكعبة المشرفة اسم> .
ذُكر أن آدم اسم> لما أهبط إلى الأرض استوحش؛ وذلك لأنه كان في السماء يأنس بالملائكة، وكان الملائكة يطوفون بالبيت المعمور؛ الذي في السماء، فلما استوحش سأل ربه أن يكون هناك ما يأنس به؛ بنى الله تعالى له هذا البيت اسم> أي: بنته الملائكة؛ حتى يتعبد فيه.
ثم إن الأنبياء كلهم، كما جاء في الأحاديث: حجوا هذا البيت اسم> توجهوا إليه، وحجوه أولهم وآخرهم.
لكنه قبل إبراهيم اسم> انهدم، وصار مكانه مرتفعا، حتى جدده إبراهيم اسم> وإسماعيل اسم> قال تعالى: رسم> وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ قرآن> رسم> ؛ يعني موضعه الذي كان فيه قديما. رسم> أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ قرآن> رسم> .
ولما كان هذا البيت اسم> له هذا الشرف جعله الله قبلة للمسلمين في صلواتهم؛ لا تصح الصلاة إلا إذا توجه المصلي نحو هذا البيت اسم> قال الله تعالى: رسم> فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قرآن> رسم> أي: توجه بوجهك جهة المسجد الحرام اسم> رسم> وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ قرآن> رسم> فالمصلون دائما في صلواتهم يستقبلون هذا البيت اسم> يستقبلون البيت الحرام اسم> والمسجد الحرام اسم> ؛ وذلك مما يدفعهم إلى الشوق، والرغبة في التردد إليه.
مسألة>