إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
124869 مشاهدة
الحذر من مبطلات الأعمال

ويحرص على أن يكثر من الدعاء. دعاء الله تعالى فإنه قال: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فإذا واظب على هذه الأعمال الصالحة رجي بذلك أن يكون عمله مقبولا إن شاء الله.
لا شك أن قبول العمل هو أهم ما يقصده المؤمن، المؤمن حريص على أن يقبل عمله؛ فلأجل ذلك يكون من دعاء الحاج : اللهم اجعل حجنا مبرورا، وسعينا مشكورا، وعملنا صالحًا مقبولا .
ويدعو الله تعالى بقبول عمله؛ لأن الله إذا قبله أثاب عليه، جازى صاحبه الجزاء الأوفى، وإذا رده لا يقبل له دعاء؛ بل يكون عمله باطلا.
ولا شك أن هناك ما يبطل هذه الأعمال ومن ذلك الشرك بالله، قال الله تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ فالذين يدعون الأولياء في هذه المناسك: يدعون عبد القادر أو يدعون الحسين أو عليًّا أو زين العابدين أو السيد البدوي مثلًا، أو ابن علوان أو السيدة زينب أو ما أشبه ذلك. قد أبطلوا عملهم غير أنهم دعوا من لا ينفع ولا يضر، قال الله تعالى: وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ يحذر المسلم من الشرك الذي يحبط به عمله.