إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
124930 مشاهدة
حسن النية في الأعمال

... عبد الله بن جبرين حفظه الله ورعاه، وقد جاء حتى يجيب أسئلتكم ويرشدكم إلى ما فيه الصلاح والخير، وجزاه الله عنا كل خير، ورفع قدره بارك لنا فيه. فليتفضل مشكورا جزاه الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا: محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
أهنئكم أيها الإخوة بإكمال المناسك، أو بإكمال أكثرها، وأوصيكم بتقوى الله تعالى، وأوصيكم بذكره وشكره وحسن عبادته على ما أنعم وتفضل علينا فله الحمد والشكر، وله المن وله الثناء الحسن، فقد وفقكم كما وفق غيركم للمجيء إلى هذه البقاع المباركة المفضلة تاركين خلفكم أهليكم وأموالكم وبلادكم وأقاربكم وأولادكم، مؤثرين لطاعة الله تعالى ومجيبين لدعوته ولندائه، وذلك فضل كبير وخير عظيم.
فأقول: أولا: أوصيكم بحسن النية في أعمالكم؛ فإنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، أصلحوا نيتكم بأن تقصدوا وجه الله تعالى والدار الآخرة تقصدوا الثواب الأخروي والأعمال الصالحة، فإذا كنتم كذلك تقبل الله تعالى عملكم وشكر سعيكم؛ وذلك لأن الأعمال إنما يقبلها الله تعالى إذا صلحت النية، فكم من عمل صالح أفسدته النية، وكم من عمل سيئ أصلحته النية.