(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
145085 مشاهدة print word pdf
line-top
حسن النية في الأعمال

... عبد الله بن جبرين حفظه الله ورعاه، وقد جاء حتى يجيب أسئلتكم ويرشدكم إلى ما فيه الصلاح والخير، وجزاه الله عنا كل خير، ورفع قدره بارك لنا فيه. فليتفضل مشكورا جزاه الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا: محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
أهنئكم أيها الإخوة بإكمال المناسك، أو بإكمال أكثرها، وأوصيكم بتقوى الله تعالى، وأوصيكم بذكره وشكره وحسن عبادته على ما أنعم وتفضل علينا فله الحمد والشكر، وله المن وله الثناء الحسن، فقد وفقكم كما وفق غيركم للمجيء إلى هذه البقاع المباركة المفضلة تاركين خلفكم أهليكم وأموالكم وبلادكم وأقاربكم وأولادكم، مؤثرين لطاعة الله تعالى ومجيبين لدعوته ولندائه، وذلك فضل كبير وخير عظيم.
فأقول: أولا: أوصيكم بحسن النية في أعمالكم؛ فإنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، أصلحوا نيتكم بأن تقصدوا وجه الله تعالى والدار الآخرة تقصدوا الثواب الأخروي والأعمال الصالحة، فإذا كنتم كذلك تقبل الله تعالى عملكم وشكر سعيكم؛ وذلك لأن الأعمال إنما يقبلها الله تعالى إذا صلحت النية، فكم من عمل صالح أفسدته النية، وكم من عمل سيئ أصلحته النية.

line-bottom