مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
هدي النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة
ولكن السنة أن يأتي مبكرا فالنبي -صلى الله عليه وسلم- خرج من منى اسم> بعدما طلعت الشمس، وتوجه إلى عرفة اسم> ولما أتى عرفة اسم> وجد قد بنوا له قبة بنمرة اسم> فنزل بها ونزل الحجاج حوله.
ثم إنه لما زالت الشمس خطب الناس خطبة واحدة، ولكنه أطال فيها وعلمهم ما يحتاجون إليه، وذكرهم نعمة الله عليهم، وذكرهم بما كانوا فيه من الجاهلية الجهلاء، وبين لهم ما حرم الله تعالى عليهم؛ فوضع كل المحرمات، فقال عليه الصلاة والسلام: رسم> كل ربا من ربا الجاهلية فإنه موضوع، وأول ربا أضعه ربا العباس اسم> متن_ح> رسم> .
وكان للعباس اسم> ديون عند الناس فيها ربا، بمعنى أنه إذا حل الدين جاء إليه وقال: أعطني وإلا زدت عليك: إما أن تعطي وإما أن تربي، فأمرهم الله تعالى بأن يأخذوا رءوس الأموال، ويتركوا ما زاد عليها؛ لأنه ربا.
كذلك قال: رسم> كل دم من دماء الجاهلية فإنه موضوع، وأول دم أضعه دم أحد بني هاشم الذي قتلته هذيل متن_ح> رسم> فوضع ما كان من أمر الجاهلية.
وهكذا أيضا أوصاهم بما أوصاهم به مما أمره الله، فأوصاهم بالنساء خيرا وقال: رسم> إنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن لا تحبون، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف متن_ح> رسم> ثم ذكرهم أيضا بما كانوا عليه في الجاهلية.
ثم إنه بعد ذلك قال لهم: رسم> ليبلغ الشاهد منكم الغائب؛ فرب مبلغ أوعى من سامع متن_ح> رسم> ثم قال لهم: رسم> ألا هل بلغت قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال: اللهم اشهد متن_ح> رسم> وهكذا.
ثم بعد ذلك صلى بهم الظهر والعصر في وقت الأولى، أي في وقت الظهر جمع تقديم، والحكمة في ذلك أن يطول زمن الوقوف وزمن الدعاء، وبعد ذلك ركب ناقته القصواء، ثم توجه إلى مكان الوقوف الذي وقف فيه، وما حاط جبل الرحمة اسم> عند الصخرات الكبار اسم> ووقف عنده، أو معه كثير من صحابته، واستمر واقفا إلى إن غربت الشمس وهو يدعو ربه رافعا يديه.
وكذلك من كان معه كانوا رافعين أيديهم يدعون الله تعالى، حتى ذكر بعضهم: أنه كان ممسكا بخطام ناقته، فسقط الخطام منه، فتناوله بإحدى يديه والأخرى لا تزال مرفوعة.
مسألة>