اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
145665 مشاهدة print word pdf
line-top
المسألة الأولى: التوحيد

نعرف بعد ذلك الرسالة الثانية، الرسالة الثانية فيها ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: التوحيد، والمسألة الثانية: الاتباع، والمسألة الثالثة: الولاء والبراء.
فيقول في المسألة الأولى: إن الله خلقنا ورزقنا، ولم يتركنا هملا؛ بل أرسل إلينا رسولا؛ فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.
واستدل بقول الله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا هذه الآية دليل على أن الله تعالى أرسل إلينا محمدا - صلى الله عليه وسلم-.
والآيات كثيرة في الأمر بطاعة النبي- صلى الله عليه وسلم-؛ كقوله تعالى: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ .
وقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ وقوله: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا و وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا .
لا شك أن طاعته هي الامتثال لما جاء به وتقبله، وترك مخالفته.
هكذا يجب على كل مسلم أن يعرف نعمة الله علينا؛ وهي أنه هو الذي خلقنا، وهو الذي رزقنا، ويرزق من يشاء، وتكفل برزق عباده.
كذلك –أيضا- أنعم علينا، أعطانا العقول التي نميز بها. وكذلك –أيضا- وفقنا للمعرفة، أعطانا الأسماع والأبصار والألسنة والقلوب والأيدي والأرجل، ويسر لنا أسباب الرزق؛ يعني: منه وحده.
ولما تمت علينا النعمة أخبر عباده بأن عليهم عبادته وطاعته، وهو أنه ما خلقهم هملا، ولا تركهم سدى.
لم يتركنا هملا؛ بل أرسل إلينا رسولا ليبين لنا. الرسل وظيفتهم أنهم يبينون للناس ما أمروا به، وما كلفوا به. يبينون للناس أنهم مأمورون بعبادة الله تعالى، ومأمورون بتذكر نعمته.
فهكذا جاءت الأدلة؛ مثل قوله تعالى: أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى يعني: مهملا، وقوله تعالى: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ؛ يعني: مهملين، وقوله تعالى: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ .

line-bottom