تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
124866 مشاهدة
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرع حج بيته العتيق، وأمر خليله أن يؤذن في الناس بالحج ليأتوه من كل فج عميق، وخفف عن غير المستطيع، ومن لم يأمن الطريق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي صاحبها يوم لا ينجي قريب ولا صديق، وأشهد أن محمدا عبد الله، ورسوله ونبيه وخليله سيد ولد آدم وهو بذاك خليق، صلى الله عليه وعلى أهله وصحبه الذين نقلوا إلينا من الدين كل أمر جليل ودقيق.
أما بعد:
فإنه يسر قسم الدعوة والإرشاد بالمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالحمراء ووسط جدة أن يقدم لكم مناسك الحج والعمرة على طريقة السؤال والجواب.
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ .
مرحبا بكم ضيوف الرحمن، يا من لبيتم نداء الخليل عليه الصلاة والسلام حين دعاكم لحج بيت الله الحرام اعلموا أيها الكرام، أن حج بيت الله تعالى من أفضل القربات وأجل الطاعات؛ إذ هو ركن من أركان الإسلام ومبانيه العظام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا .
وجعل الله تعالى حج بيته المعظم سببا لتكفير السيئات ونيل الحسنات، ورفع الدرجات، ودخول الجنات بشرط أدائه كما أمر الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه فالرفث: يطلق ويقصد به كل ما يريده الرجل من المرأة، ويقصد به الفحش في القول، ولم يفسق: لم يأت بمعصية وقوله: ( كيوم ولدته أمه )، أي بغير ذنب.
وقال صلى الله عليه وسلم: الحج يهدم ما قبله أي ما قبله من الذنوب، وإذا كانت هذه منزلة الحج؛ فعلى المسلم أن يحرص على أدائه أداء صحيحا حتى يقبل حجه، ويغفر ذنبه، ويتيسر أمره.