الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
143343 مشاهدة
فطر الله نوع الإنسان على معرفة ربه

...............................................................................


الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فطر الله نوع الإنسان على معرفة ربه، ومعرفة أنه مخلوق، وأن له خالقا وأن الذي خلقه هو الرب العظيم؛ الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. هذه فطرة الله. قال تعالى: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تُنْتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ومع هذه الفطرة فإن الإنسان قد يحتاج إلى أدلة ظاهرة يتأمل فيها ويتعقل، تبين له قدرة الخالق سبحانه على كل شيء؛ وذلك لأنه وجد وبالأخص في هذه الأزمنة من ينكرون وجود الخالق -نعوذ بالله- ويسندون هذه الأمور إلى الطبائع، وقد كثروا وتمكنوا، وفتنوا الكثير حتى من ذوي العقول، ولأجل ذلك أكثر العلماء من الرد عليهم قديما وحديثا.
فذكروا عن الإمام أحمد رحمه الله أنه سئل عن آية تدل على وجود الله تعالى، فاستدل بآية عجيبة وهي هذه البيضة بيضة الطائر ونحوه نشاهد أنها جماد ميتة. ليس فيها حركة، ثم مع ذلك بعد مدة تنكسر ويخرج منها هذا الحيوان أين كانت حياته؟ الله أعلم كيف كان حيا في وسط هذه الأغطية إذا كسرت لم نجد علامة لوجوده؟ يقول: مثالها كقصر أبيض ليس له باب وليس له منفذ ظاهره مثل الفضة البيضاء، وباطنه مثل الذهب الإبريز الأصفر. نشاهد أنه جماد لا حياة فيه ولا حركة بعد مدة ينكسر جداره فيخرج منه هذا الطائر أو هذا الحيوان. لا شك أن هذه آية عظيمة على قدرة من خلقه.
كذلك أيضا ذكروا أن الإمام أحمد جاءه بعض الفلاسفة وبعض الملاحدة، وألقوا عليه سؤالا في نظرهم أنه يحير، وقالوا: كيف يقر الخلق بوجود الخالق أو بوجود الرب....