إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
147455 مشاهدة
عِظم خلق السماء والأرض وبعد ما بينهما

...............................................................................


ورد في بعض الآثار أن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة يعني بالسير المعروف. الإنسان مثلا لو سار بالسير المعروف على الرواحل ونحوها لقطع الأرض في أقل من ذلك بعشر سنين، أو أقل أو أكثر، فإذا كان كذلك فكيف بمائة سنة وكيف بخمسين سنة بخمسمائة سنة. لا شك أن هذا دليل على سعة هذا الأفق العظيم. كذلك ما بين كل سماءين مسيرة خمسمائة سنة. كذلك كل سماء محيطة بالسماء التي تحتها، لا شك أن هذه الإحاطة أيضا تدل على سعتها. كذلك بُعد سبع السماوات ذكر من البحار التي فوقها بحر ما بين أسفله وأعلاه كما بين سماء إلى سماء. كذلك أيضًا حملة العرش الذين يحملونه كما ذكر الله. قال الله تعالى: وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ وقال تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ فحملة العرش خلق من خلق الله لا يقدر قدرهم إلا الذي خلقهم، ومعلوم أنهم على أشكالٍ الله أعلم بأشكالهم ولكن حملوا العرش.