عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
172048 مشاهدة print word pdf
line-top
الله وحده هو المستحق للتعظيم

...............................................................................


وإذا نظرنا في هذه الأدلة أخذنا منها أن ربنا سبحانه هو العلي العظيم وهو العلي الأعلى الذي يجب على كل العباد أن يعترفوا بعظمته، وأن يعبدوه حق عبادته وأن يخافوه أشد الخوف؛ وذلك لأنهم اعترفوا بأنه ربهم وخالقهم وأنه رب كل شيء، وأنه أعظم من كل شيء فيحتقروا بعد ذلك المخلوقات كلها هذه المخلوقات التي على وجه الأرض كلها تراب لا تساوي شيئًا خلقت من تراب وتعود إلى تراب، فكيف مع ذلك تعظَّم أو يصرف لها شيءٌ من حق الله سبحانه تعالى؟ وكيف لا يعترف بعظمة خالقهم؟ ومالكهم الذي عظم نفسه كما يشاء، وكذلك عظمته رسله ووصفوه بما يدل على هذه العظمة. كل ذلك بلا شك حث للعباد وللخلق على أن يعترفوا بأنهم مخلوقون مربوبون، وبأن الرب الذي خلقهم هو الله تعالى وبأنه الذي يحيي ويميت ويتصرف في الكون كما يشاء، وبأنه هو الذي يستحق العبادة وحده دون ما سواه .

س: سائل يقول: نرجو من فضيلتكم تبيين صحة هذه الروايات في الكتاب أي: في كتاب العظمة. ويقول آخر: هل نكتفي بتخريج المحقق؟
لا شك أن هذه الأحاديث اعتمد فيها صاحبها صاحب الكتاب على الإسناد، والمحقق على حسب ما اطلع عليه يصحح بعضها على حسب الرواة والرجال ويضعف بعضها إذا كان هناك ضعاف، ولكن ليس له اطلاع على بقية الرجال والروايات وأنه قد يكون هناك رواة لم يطلع عليهم أو أنهم ثقات ولا يعرف ثقتهم، بكل هذه الروايات يستدل على التقريب على أنها ثابتة، وإن كان فيها ما هو ضعيف.
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء ، وجعلني الله وإياكم ممن يستمعون إلى القول فيتبعون أحسنه ، والله أعلم ، وصلى الله على محمد. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

line-bottom