إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
203922 مشاهدة print word pdf
line-top
الرد على من أنكروا البعث وإثبات قدرته على ذلك

...............................................................................


كذلك من المشركين من شك في قدرة الله تعالى سيما الذين ينكرون البعث ويدَّعون أن الله لا يقدر على أن يعيد الموتى بعد التفرق وبعد أن يكونوا عظاماً ورفاتاً، فبين الله تعالى لهم كمال عظمته وكمال قدرته، وأنه قادر على كل شيء، وأنه الذي خلق هذه المخلوقات . ولفت أنظارهم وقال: لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ أي: تفكروا في خلق السماوات وخلق الأرض وعجائبها ليدلكم ذلك على أنه هو الذي خلقكم قال تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ وذلك لأنهم شكوا في الإعادة بعد الموت فذكرهم بأنه الذي خلقهم والذي يسر لهم أسباب الرزق، فكانوا إذا تأملوا وتعقلوا عرفوا واستدلوا على أنه قادر على أن يعيدهم، واستدلوا أيضاً على أن من أشرك بالله تعالى فقد تنقص الخالق وقد عظّم المخلوق والمخلوق ضعيف.
من المشاهد أن خلق الإنسان أعجب المخلوقات الحيوانية المتحركة، ومع ذلك فإن الإنسان الذي أعطاه الله تعالى العقل والفهم والمعرفة مع ذلك فإنه ضعيف لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعا، لا يقدر على أن يرد الآلام والأحزان التي تعتريه، لا يقدر على أن يرد الموت عنه أو عن حبيبه، لا يقدر على أن يحيي من مات من أقاربه.

line-bottom