(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
128884 مشاهدة
النظر والتأمل في خلق البحار

...............................................................................


وكذلك أيضا جعل فيها هذه البحار الممتدة التي لا يدرك لبعضها طرف في امتدادها، وجعل في وسط بعضها جُزرا، انحسر عنها الماء فأصبحت جزرا في وسط ذلك الماء، يسكنها من يسكنها من خلق الله تعالى. لا شك أن هذا دليل على عظمة من أوجدها، وهكذا أيضا ورد في الحديث تقسيم الأرض بالنسبة إلى المطَّلع عليها إلى أربعة أقسام: قسم يمسك الماء ولا يفلته. أي: ماء المطر، وقسم ينبت ولا يمسك ماء، وقسم يمسك وينبت، وقسم لا يمسك ولا ينبت وهو الأرض السبخة.
لا شك أن الذي قسمها إلى هذه الأقسام هو الرب تعالى الذي خلقها وجعلها على هذه الطبقات. كذلك أيضا جعل في جوفها في جوف هذه الأرض حفرا تمسك الماء بمنزلة المستودعات التي يودع فيها الماء ماء السماء إذا نزل، فإذا نزل هذا المطر امتصته تلك الأودية، وانصب في المستودعات، وبقي في جوف الأرض، يستخرج عند الحاجة بالدلاء وبالنواضح وما أشبه ذلك. لا شك أنه علم حاجة خلقه إلى ذلك فجعل فيها هذه الحفر التي في وسطها. قد تكون واسعة لا يعلم سعتها إلا الله تعالى.