شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
عظمة الله وأنه لا يُدَرك بالحواس
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين. قال رحمه الله تعالى: ذكر تعظيم الرب تبارك وتعالى، وأنه لا يدرك ولا يوصف ولا يحاط به تعالى وتقدس.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن اسم> قال: حدثنا محمد بن إسحاق اسم> قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري اسم> قال: حدثنا أحمد بن بشير اسم> قال: سمعت أبا عبد الرحمن اسم> ببيت المقدس اسم> يقول: سبحانك موجِدا غير محدود معروفا غير موصوف.
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم اسم> قال: حدثنا أبو زرعة اسم> قال: حدثنا منجاب اسم> قال: حدثنا بشر بن عمار اسم> قال: حدثنا أبو روق اسم> عن عطية اسم> عن أبي سعيد اسم> رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: رسم> لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ قرآن> رسم> قال: رسم> لو أن الجن والإنس والشياطين والملائكة منذ خلقوا إلى أن فنوا صفوا صفا واحدا ما أحاطوا بالله عز وجل أبدا رسم> .
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا أبو سعيد الكسائي اسم> قال: حدثنا منجاب اسم> قال: حدثنا بشر اسم> عن أبي روق اسم> عن الضحاك اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما في قوله عز وجل: رسم> مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا قرآن> رسم> قال: لا تعلمون عظمته.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا أبو حاتم اسم> قال: حدثنا رجاء السندي اسم> قال: حدثنا أبو خالد اسم> عن جويبر اسم> عن الضحاك اسم> رحمه الله تعالى في قوله تعالى: رسم> تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ قرآن> رسم> قال: يتشققن من عظمة الله عز وجل.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا أبو حاتم اسم> قال: حدثنا أبو صالح اسم> قال: حدثني معاوية اسم> عن علي بن أبي طلحة اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما رسم> ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ قرآن> رسم> قال: ذو العظمة والكبرياء.
قال: حدثنا أبو العباس الهروي اسم> قال: حدثنا أبو عامر الدمشقي اسم> قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثني خليد بن دعلج اسم> أنه سمع قتادة اسم> يحدث عن قول الله عز وجل: القدوس. قال: المبارك المؤمن. قال: آمن بقوله أنه حق، المهيمن. قال: أنزل كتابه فشهد عليه، العزيز. قال: العزيز في نقمته إذا انتقم، الجبار. قال: جبر خلقه على ما شاء من أمره المتكبر تكبر عن كل سوء.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا يعقوب بن سفيان اسم> قال: حدثنا العباس اسم> عن يزيد اسم> عن سعيد اسم> عن قتادة اسم> رضي الله عنه رسم> وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ قرآن> رسم> قال المشركون: إنما هذا كلام أوشك أن ينفد، فأنزل الله عز وجل ما تسمعون يقول: لو كان شجر الأرض أقلاما، وماء البحر سبعة أبحر لتكسرت الأقلام، ونفد ماء البحر قبل أن تنفد عجائب ربي وحكمته وعلمه وخلقه.
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عمران اسم> قال: حدثنا ابن أبي عمر العدني اسم> قال: حدثنا مروان بن عبد الواحد اسم> وحدثنا الوليد اسم> أنبأنا محمد بن أيوب اسم> أنبأنا عبد الأعلى اسم> عن ابن حماد اسم> أنبأنا مروان بن عبد الواحد اسم> قال: حدثنا موسى بن أبي درم اسم> عن وهب بن منبه اسم> رحمه الله تعالى قال: بلغ ابن عباس اسم> رضي الله عنهما عن مجلس كان في المسجد الحرام اسم> يجلس فيه ناس من قريش فيختصمون، فترتفع أصواتهم فقال ابن عباس اسم> رضي الله عنهما: انطلق بنا إليهم فانطلقنا حتى وقفنا عليهم فقال ابن عباس اسم> رضي الله عنهما: أخبرهم عن الكلام الذي كلم به الفتى أيوب اسم> عليه الصلاة والسلام وهو في بلائه قلت: قال الفتى: يا أيوب اسم> أما كان في عظمة الله عز وجل وذكر الموت ما يكل لسانك ويقطع قلبك ويكسر حجتك؟ يا أيوب اسم> أما علمت أن لله عبادا أسكتتهم خشية الله عز وجل من غير عِي ولا بكم، وإنهم لهم النبلاء الفصحاء الطلقاء الألباب، العالمون بالله وآياته. إذا ذكروا عظمة الله تعالى تقطعت قلوبهم، وكلت ألسنتهم وطاشت عقولهم وأحلامهم فرقا من الله وهيبة له، فإذا استفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله تبارك وتعالى بالأعمال الزاكية. لا يستكثرون له الكثير، ولا يرضون له بالقليل. يعدون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين، وإنهم لأنزاه أبرار مع المضيعين والمفرطين، وإنهم لأكياس أقوياء ناحلون ذائبون ذابلون. يراهم الجاهل فيقول: مرضى وليسوا بمرضى، وقد خولطوا وقد خالط القوم أمر عظيم، وكتب إلي رجل أنه بلغه أن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال على إثر قول وهب اسم> رحمه الله تعالى: وكفى بك ظالما أن لا تزال مخاصما وكفى بك إثما أن لا تزال مماريا، وكفى بك كاذبا أن لا تزال محدثا في غير ذكر الله عز وجل.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن اسم> قال: حدثنا محمد بن عوف الحمصي اسم> قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش اسم> عن أبيه قال: حدثني ضمضم بن زرعة اسم> عن شريح بن عبيد اسم> عن أبي مالك الأشعري اسم> رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل قال: ثلاث غيّبتهن عن عبادي. لو أني كشفت غطائي كيف أفعل بخلقي إذا أمتهم، وقبضت السماوات بيميني وقبضت الأرضين ثم قلت: أنا الملك من ذا الذي له ملك دوني.
قال: حدثنا أحمد بن محمد بن شريح اسم> قال: حدثنا محمد بن رافع اسم> قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم اسم> قال: حدثني عبد الصمد بن معقل اسم> عن وهب بن منبه اسم> رحمه الله قال: قال الله تبارك وتعالى لأرميا اسم> عليه السلام: ألم تعلم أن القلوب كلها تصدر عن مشيئتي، وأن الألسن كلها بيدي أقلبها كيف شئت فتطيعني، فلا تتم القدرة إلا لي ولا يعلم ما في غد غيري، فإني أنا الله الذي قامت السماوات والأرض وما فيهن بكلمتي، وأنا الذي كلمت البحار ففقهت قولي، فأمرتها فامتثلت أمري وحددت لها حدا فلا تعدو حدّي. تأتي بأمواج أمثال الجبال، فإذا بلغت حدي ألبستها مذلة طاعتي واعتراف أمري؟
نتفكر في هذه الآثار، وكذلك فيما تدل عليه، ونأخذ من ذلك عبرة وموعظة. الله سبحانه وتعالى كلما يذكر الآيات يذكر من ينتفع بها مثل قوله تعالى: رسم> إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ قرآن> رسم> رسم> إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ قرآن> رسم> رسم> إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ قرآن> رسم> رسم> إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ قرآن> رسم> ومعناه أن هذه العبر التي نصبها الله عز وجل لعباده لا يتأثر بها إلا هؤلاء. والمراد بقوله: لقوم يعقلون أي لهم عقول واعية تنفعهم عند التأمل عند التفكر، بخلاف القلوب المعيشية التي هم أهلها الأمور الدنيوية أو الشهوات البهيمية، فإنها لا تفيد أهلها، ولذلك يقول الله تعالى فيهم: رسم> لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ قرآن> رسم> .
مسألة>