شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
147392 مشاهدة
لا يرى أحد الله حقيقة في الدنيا

...............................................................................


هكذا أخبر بأنه قربه ناداه وناجاه والمناجاة لا تكن إلا بين اثنين أي كلامًا لا يسمعه إلا المتناجيان. قربه الله نجيًّا ثم إنه عليه السلام قال: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ طلب أن يتمكن من رؤية ربه، ولكن أخبر الله تعالى بأنه لا يقدر على رؤية ربه في هذه الدنيا، فقال: لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا الجبل جبل الطور؛ جبل عظيم من أكبر الجبال وأشدها؛ لما تجلى الرب بشيء قليل من ذاته اندك الجبل من آثار عظمة الله تعالى وهيبته.
هذا دليل على أنه سبحانه قد احتجب من خلقه بهذه الحجب التي بين دونهم؛ ولذلك ما ورد الحديث: لو كشف ذلك النور لاحترق الخلق الذين يتمثلون برؤية الله تعالى أو يرونه؛ فلذلك قال: لو كشف لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه هكذا أخبر صلى الله عليه وسلم.
ولا شك أن هذا دليل واضح على عظمة الله تعالى، وعلى أن المخلوقات لا تثبت أمام عظمته.
ثم إن في تلك الأحاديث التي تذكر أو التي يُذكر فيها هذه الحجب شيء من المبالغة، ولكن إذا اعتُمدت على أنها صحيحة وثابتة فإن على المؤمن أن يتقبلها وألا يرد شيئًا منها، وأن يعترف بأنه يصدق بعضُها بعضًا بما يتعلق بعدد الحجب، وغلظ كل حجاب وكونها حجبًا من النار، أو حجبًا من النور أو حجبًا من الظلمات كما يشاء الله.