إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
129175 مشاهدة
المخلوقات تسير كما يأمرها الله

...............................................................................


وكل ذلك سائر على حسب ما أُمر به لا يتأخر شيء عن وظيفته التي خلق لها، وقد أخبر الله تعالى أيضا بأنها ذليلة لأمر الله سبحانه؛ حتى ذكر أنها تسجد لعظمته فقال الله تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وقال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ أي: كلها تسجد لله تعالى طوعًا واختيارًا إلا الناس؛ فلذلك قال: وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وأخبر بأنها تسبح أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ نصدق بذلك كله ولو استبعده من استبعده وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ .
وتسبيحها ما تقدر عليه وما يسر الله تعالى لها، وكذلك سجودها، وكذلك طواعيتها لخالقها، ولو كانت من الجماد أو من الحيوانات. فقد خاطب الله تعالى الجماد فقال تعالى: فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ هكذا خاطب السماوات والأرض، ولا شك أنها أجابت إجابة حقيقية قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ مع أنها ما كلفت كما كلف البشر، وإذا كان كذلك فإن على البشر الذين كلفهم الله تعالى بالطاعة، وأمرهم ونهاهم أن يكونوا أولى بالطاعة والانقياد لأمر الله تعالى بعد التحقق من معرفته والانقياد له انقيادًا كاملًا يكونوا من عباد الله المخلصين. نستمع إلى كلام المؤلف.