عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
173795 مشاهدة print word pdf
line-top
الحيوانات والحشرات والطيور من آيات الله

...............................................................................


مر بنا الأثر الذي سأل فيه بعضهم بقوله: أخبرني بأعجب آيات الله فرد عليه بقوله: وأي آية ليست بأعجب؟ المعنى أن كل آية فيها عجب من العجاب. ليس هناك مخلوق صغير أو كبير إلا وفي خلقه عجب يدل على عظمة من خلقه.
فلو تفكرنا في خلق البعوض. هذه البعوضة الصغيرة التي في غاية الصغر يقولون: إنها على هيئة البغل على خلقة البغل.
البغل كما هو معروف حيوان كبير وقال بعضهم: بل إنها على ما هو أكبر منه وهو الفيل. الفيل أيضا من أكبر المخلوقات، وله هذا الخرطوم الطويل الذي يجتذب به النفس. البعوضة من أصغر هذه المخلوقات، لها يدان ورجلان ولها أجنحة، وكذلك أيضا لا بد لها من أمعاء تصرِّف ما تأكله أو ما تمتصه، ولها بصر يقولون: إن بصرها أشد من بصر الإنسان حيث أنها تبصر المسام في جسد الإنسان المسام الرقيقة التي يخرج منها العرق؛ فلأجل ذلك تقع عليها وتغرس فيها هذا المنقار الذي هو شبيه بالمنقار الذي ينقر به الطير. لا شك أن هذا من آيات الله تعالى، وشبيه بخرطوم الفيل إلا أنها تجعله آلة لامتصاص غذائها. لا شك أن هذا من عجائب الله، ولأجل ذلك قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا يعني أن هذه البعوضة من خلق الله ليضرب الله الأمثال بها وبغيرها.
وكذلك أيضا ذكر الله من مخلوقاته هذا الذباب، فقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ أي أن هذا الذباب الذي هو حشرة صغيرة مستقذرة هو من آيات الله، ومن عجائب خلْقه، خلَقه الله تعالى ليكون عبرة وعظة، ولله في كل تحريكة وتسكينة أبدا شاهد فيقول: أي آية ليست بعجيبة كل آيات الله تعالى فيها عجب العجاب. ليس هناك آية إلا ولو تفكر فيها الإنسان لاعتبر. لو تفكر في نفسه لوجد العبرة، ولو تفكر في الحشرات لوجدها آيات، ولو تفكر في الوحوش البرية المتوحشة لعرف طبائعها، وأن ذلك بتقدير وخلق من الله تعالى، وكذلك لو تفكر في البهائم المسخرة للإنسان كبهيمة الأنعام التي يسر الله وسخر للإنسان أن يستعملها وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ .
كذلك أيضا لو تفكر في الحشرات التي انتشرت على وجه الأرض صغيرها وكبيرها لا يحصي عددها إلا الله فعرف بذلك أنه ليس شيء من آيات الله إلا وفيه عجائب من مخلوقاته؛ عجائب تدل على عظمته وعظيم قدرته. وكذلك من آيات الله تعالى هذا الكون الذي تعيش عليه هذه المخلوقات. هذه الأرض التي هي جزء من مخلوقات الله تعالى، بث فيها من كل دابة، وأعطى كل دابة رزقها التي تتقوت به، وعلمها كيف تعيش. الطيور تعرف قوتها ورزقها، والوحوش كذلك والسباع كذلك، والهوام والحشرات والبهائم وما أشبه ذلك. لا شك أن هذه كلها آيات تدل على عظمة قدرة من أوجدها.

line-bottom