القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
147460 مشاهدة
وصف الله نفسه بالعظيم دلالة على عظمته

...............................................................................


السلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن الله سبحانه وتعالى مدح نفسه، وعظم نفسه حتى يعظمه العباد ويعرفوا جلاله وعظمته:
ذكر نفسه باسم العظيم في قوله تعالى: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ وجاء في الحديث: اجعلوها في ركوعكم أي: أثنوا على الله في الركوع بقولكم: سبحان ربي العظيم، وأدلة عظمة الله تعالى مذكورة في الكتاب، والسنة متواترة، فمنها عظمة هذه المخلوقات فإن عظمتها تدل على عظمة خالقها، بل إنها حقيرة بالنسبة إلى عظمة الخالق. فقد ذكر الله تعالى أن هذه السماوات مطويات بيمينه ما مقدار السماوات التي هي سبع سماوات. كثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكذلك الأرض التي هي سبع أرضين كثف كل أرض مسيرة خسمائة سنة لا يعلم قدرها إلا الله ذكر أنها قبضته يوم القيامة، وكذلك ورد في السنة ما يدل على إثبات العظمة لله تعالى في الحديث أن الله يقبض السماوات بيده، والأرضين بيده، ثم يهزهم فيقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ .
وفي حديث آخر أن الله يقول: لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد؛ فيجيب نفسه: لله الواحد القهار فعظم نفسه بأن له الملك، وهذا هو السر في قوله تعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ خص يوم الدين؛ لأن في ذلك اليوم كل يتخلى عن ملكه ملوك الدنيا، وإن ملكوا، وخضعت لهم الرقاب، وإن دان لهم العباد لكن ملكهم مستعار؛ فهم لا يملكون ملك لخالقهم ملكهم أيضًا مؤقت. أي أنهم وإن ملكوا عشرات السنين فإن ملكهم يزول فملك الله تعالى ملك دائم للدنيا والآخرة، ولكن في الآخرة ينفرد تعالى بالملك. كل يتخلى مما يملك أيا كان ملكه، ولو كان لا يملك إلا سخلة أو طيرًا أو ثوبًا، يتخلى من كل ذلك يكون الملك لله وحده، ولذلك قال الله تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ هكذا أخبر بأنه مالك الملك، فهذا دليل على عظمته سبحانه.