اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
173673 مشاهدة print word pdf
line-top
الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل

...............................................................................


وكذلك أيضا جعل الشمس والقمر آيتين. إذا طلعت الشمس أضاءت للناس وأصبحوا يتقلبون في أمورهم. هذه الشمس التي سخرها الله تعالى فهي سائرة طوال وقتها. قال تعالى: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا أي: تجري إلى المكان والوقت الذي تستقر فيه، وهو فناء الدنيا قال تعالى: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ أي إذا كان في يوم القيامة كورت هذه الشمس، وكذلك أيضا جعل القمر نورا مضيئا في هذا الليل، يكتسب نوره من الشمس عندما يقابلها يسطع نورها فيه، فيكتسبه كما تكتسب الزجاجة نورا إذا قابلت السراج ونحوه، فجعل الشمس سراجا والقمر نورا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ أي: جعل له منازل. ينزل في كل ليلة منزلة حتى يتم الشهر ليعرف بذلك مقادير الحساب قال تعالى: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ فيعرف اليوم والأسبوع بالشمس ويعرف الشهر والسنة بالقمر، ولو جعلهما واقفين لما حصلت معرفة الأيام ومقاديرها، وكذلك الأشهر والسنين فلله تعالى حكمة عظيمة في ذلك.

line-bottom