شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
172071 مشاهدة print word pdf
line-top
النظر والتأمل في خلق الجبال

...............................................................................


ما بث الله تعالى فيها من دابة فيذكر الله تعالى عباده كما في قوله تعالى: وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ فيخبر تعالى بأنه ألقى في الأرض رواسي. أي: هذه الجبال الراسية الراسخة، جعلها ممسكة للأرض حتى لا تميد. أي: حتى لا تضطرب وتتحرك فلا يحصل عليها استقرار مع أن الله قادر على أن يمسكها، ولكن جعل هذه الجبال سببا في إمساكها على الأرض رابية عن الحركة، وأيضا ففي هذه الجبال أيضا منافع قال تعالى: وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَعَلَامَاتٍ فجعل بين الجبال سبلا. يعني طرقا يسلكها السائر ويعرف بها الطرق، ويعرف بها المدن التي يتوجه إليها.
وكذلك قال تعالى وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا أي: جعل فيها أنهارا، وذلك أن فيها هذه الأماكن التي تخزن الماء كما قال الله تعالى: وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ أي: لا تستطيعون أن تخزنوا الماء الذي ينزل من السماء في أوانيكم ومواعينكم وقربكم، ولكن جعل الله له مخازن في جوف الأرض، ثم جعل فيها أيضا عيونا. أي في بعض البقع عيون تنبع من الأرض. إذا امتلأت تلك المخازن التي في الجبال مثلا أو التي في الأرض المرتفعة نبعت مع تلك العيون وساحت، وصار الناس يتصرفون فيها، يسقون بها أشجارهم، ويسقون بها أنعامهم وينتفعون بها، ولو انقطعت عنهم لهلكوا، لو انقطع عنهم هذا الماء الذي ينزله الله تعالى ويجعل له مخازن تحفظه، ولم يجدوا ماء يسقون به أنفسهم أو أشجارهم أو دوابهم لهلكوا، ولكن الله تعالى رحيم بعباده حيث جعل في هذه الأرض مستودعات لهذا الماء حتى يستخرج. لا شك أن هذه آية عظيمة وعبرة لمن اعتبر.

line-bottom