القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
127570 مشاهدة
الأنوار والحجب التي احتجب الله بها

...............................................................................


وأما الأنوار والحجب التي احتجب بها عن عباده ؛ فورد ذكرها في حديث صحيح وهو قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه. يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل. حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه نصدق بهذا الحديث لأنه حديث صحيح فأخبر بأن حجابه النور. يمكن أن يقال: إن الأنوار كثيرة.
إن الله تعالى جعل أنوارًا يعمها كلمة نور فاحتجب بها عن خلقه مع إخباره بأنه قريب لقوله: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ومع سماع الملائكة لكلامه، ومع تكليمه لموسى ولغيره من الأنبياء مع ذلك فإنه احتجب في هذه الدنيا بهذا الحجاب الذي هو النور. وما ذكر في هذه الآثار ليس بصحيح؛ يعنى أنه خلق عشرة آلاف حجاب من نور، وعشرة آلاف حجاب من زمرد، وعشرة آلاف حجاب من لؤلؤ إلى آخر ذلك.
هذا في هذا الأثر يظهر عليه أنه كذب. وبكل حال نعتقد عظمة الله سبحانه وجلاله وكبرياءه، واستحقاقه لهذه العظمة أن يفرد بالعبادة وحده.