إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
123614 مشاهدة
الله أعطى كل مخلوق ما يحتاج إليه

...............................................................................


بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المؤمنون يدينون لله تعالى بالربوبية بأنه رب كل شيء ومليكه، وأنه رب الأرباب ومسبب الأسباب، ويعترفون بأن جميع الكون خلقه وملكه، وأنه لا يكون حركة ولا سكون إلا بإذنه وبأمره، وبأنه خالق كل شيء ورب كل شيء ومالك كل شيء، جميع الموجودات ملكه وتحت تصرفه وتقديره، خلق كل مخلوق وأعطى كل شيء خلقه، وأكمل الكون في كل ما تحتاج كل المخلوقات التي أوجدها متحركة أو ساكنة أكمل خلقها، فلا يحس شيء منها بنقص فيما يحتاج إليه صغيرها وكبيرها، ولذلك يقول الله تعالى: الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى أي أنه سبحانه أعطى كل مخلوق ما يحتاج إليه، وما تتم به حياته حتى لا يحس بنقص أو بخلل في أمره وفي حياته، ولذلك الإنسان مثلا لو فقد أنملة من أنامل يديه أو أنامل رجله لأحس بفقدها، وعرف مهمتها ومكانتها مع أنها أنملة أي: ثلث أو نصف أصبع من الأصابع العشرة مثلا، وكذلك إذا فقد حاسة من الحواس ظهر عليه نقص ذلك جليا.
إذا فقد الشم مثلا أو فقد الذوق ظهر عليه النقص مما يدل على أن الذي خلقه كمّل له ما يحتاجه من الأعضاء الظاهرة والباطنة، وجعل لكل منها وظيفة لا يقوم غيرها مقامها، فمن فقد قدميه وأصبح مقعدا تحسر غاية التحسر واحتاج إلى من ينقله من مكان إلى مكان، وكذلك لو فقد إحدى رجليه اختل سيره، اختل مشيه وأصبح غير مستقيم، وهكذا إذا فقد يديه تحسر بحيث لا يستطيع أن يعمل شيئا، وإذا فقد أحدهما لا شك أيضا أنه يحس بالنقص الظاهر الجلي.
وهكذا حواسه الباطنة جعل الله لكل منها وظيفة، فللكبد وظيفة، وللرئة وظيفة، وللكرش وللأمعاء وللكلية وللطحال وللقلب كلها لها وظيفتها ولها عمل. إذا فقدت اختلت حياته وظهر عليه النقص الظاهر. لا شك أن هذا دليل عظمة الخالق الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى .