شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
الأمر بالتفكر في الآيات والمخلوقات
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى: باب: الأمر بالتفكر في آيات الله عز وجل وقدرته وملكه وسلطانه وعظمته ووحدانيته.
قلت: رضي الله عنك أخبرك الشيخ الزكي أبو الرجاء إسماعيل بن أحمد بن محمد الحداد اسم> قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن فادويه الأصبهاني اسم> قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان اسم> قال: حدثنا محمد بن يحيى المروزي اسم> أنبأنا بشر بن الوليد الكندي اسم> أنبأنا علي بن ثابت الجزري اسم> عن الوازع بن نافع اسم> عن سالم بن عبد الله بن عمر اسم> عن أبيه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله رسم> .
قال: حدثنا محمد بن يحيى المروزي اسم> أنبأنا عاصم بن علي اسم> أنبأنا أبي عن عطاء بن السائب اسم> عن سعيد بن جبير اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال: تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في الله فإن بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف سنة نور وهو فوق ذلك تبارك وتعالى.
قال: حدثنا الوليد بن أبان اسم> قال: حدثنا أحمد بن مهدي اسم> قال: أنبأنا عاصم بن علي اسم> أنبأنا أبي عن عطاء بن السائب اسم> عن سعيد بن جبير اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله.
قال: حدثنا محمد بن سعيد العسال اسم> قال: حدثنا أبو سليمان السغدي اسم> بعجمة غين قال: أنبأنا عبد العزيز بن موسى أبو روح اسم> أنبأنا سيف ابن أخت سفيان اسم> عن الأعمش اسم> عن مجاهد اسم> عن أبي ذر اسم> رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فتهلكوا رسم> .
قال: حدثنا محمد بن أبي يعلى اسم> قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم اسم> أنبأنا سعد بن الصلت اسم> أنبأنا الأعمش اسم> عن عمرو بن مرة اسم> عن رجل حدثه عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال: مر النبي -صلى الله عليه وسلم- على قوم يتفكرون في الله فقال: رسم> تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق فإنكم لا تقدرون قدره رسم> .
قال: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث اسم> قال أنبأنا موسى بن حزام اسم> عن عبد العزيز بن خالد اسم> عن سفيان اسم> في قوله عز وجل: رسم> وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى قرآن> رسم> قال: لا فكرة في الرب عز وجل.
قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأنماطي اسم> قال: أخبرنا أحمد بن أبي الحواري اسم> قال: أنبأنا مروان بن محمد اسم> عن عاطف بن خالد المخزومي اسم> عن صالح بن محمد الليثي اسم> عن سعيد بن المسيب اسم> رضي الله عنه قال: عبادة الله عز وجل ليس بالصوم والصلاة، ولكن بالتفقه في دينه والتفكر في أمره.
قال: حدثنا إسحاق اسم> قال: أخبرنا أحمد بن أبي الحواري اسم> قال: أنبأنا يونس الحذاء اسم> عن حمزة النيسابوري اسم> قال: إن صاحب الدين تفكر فعلته السكينة وسكن، فتواضع ورضي فلم يهتم وخلى الدنيا فنجا من الشر وتفرد فكفي الأحزان وترك الشهوات، فصار حرا وترك الحسد وظهرت له المحبة، وسخت نفسه عن كل فانٍ فاستكمل العقل.
قال: حدثنا أحمد بن هارون البرذعي اسم> قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن هذيل اسم> قال: أنبأنا إسماعيل بن بهرام اسم> قال: أنبأنا الأشجعي اسم> وهو عبيد الله بن عبد الرحمن اسم> عن سفيان الثوري اسم> في قوله عز وجل: رسم> وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى قرآن> رسم> قال: الفكرة في الله عز وجل.
قال: حدثنا عبد الرحمن بن حسن اسم> قال: أخبرنا رجاء بن الجارود البغدادي اسم> زكريا بن عدي اسم> عن عمرو العنقزي اسم> عن أسباط بن نصر اسم> عن السدي اسم> رسم> سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ قرآن> رسم> أي: عن أن يتفكروا فيها.
قال: حدثنا الوليد بن أبان بن أبي حاتم اسم> قال: أخبرنا أحمد بن أبي الحواري اسم> قال: أخبرنا الوليد بن عتبة اسم> قال: سمعت الفريابي اسم> في قوله عز وجل: رسم> سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ قرآن> رسم> قال: أمنع قلوبهم عن التفكر في أمري.
قال: حدثنا أحمد بن عمر اسم> قال: أنبأنا عبد الله بن عبيد اسم> قال: أنبأنا عبد الأعلى بن واصل اسم> قال: حدثني أحمد بن عاصم العباداني اسم> أنبأنا حفص بن عمر بن ميمون اسم> عن عنبسة بن عبد الرحمن الكوفي اسم> عن زيد بن أسلم اسم> عن عطاء بن يسار اسم> عن أبي سعيد الخدري اسم> رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> أعطوا أعينكم حظها من العبادة قيل: يا رسول الله وما حظها من العبادة؟ قال: النظر في المصحف والتفكر فيه والاعتبار عند عجائبه رسم> .
قال: أخبرنا أبو يعلى الموصلي اسم> قال: أنبأنا عبد الصمد اسم> قال: سمعت الفضيل اسم> يقول: قال الحسن اسم> التفكر مرآة تريك حسناتك وسيئاتك قال: حدثنا أحمد بن عمر اسم> قال: حدثنا عبد الله بن محمد اسم> قال: حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي اسم> قال: حدثنا الحارث بن مسكين اسم> قال: حدثنا وهب اسم> قال: سمعته يعني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم اسم> يقول: ما رأس هذا الدين وصلاحه إلا التفكر تتفكر فيه فتنظر أنه أخذ منك قليلا من العمل ورضي به لنفسه وهو الرب تبارك وتعالى، فأنت العبد ما كلفك واحدة من ثنتين، ما كلفك قدر حقه فلا تطيقه وما كلفك ما لا تستطيع فقال: اعمل على قدر حقي، فأعطاك الثواب على قدر كرمه وتوسعه، وقبل منك العمل على ضعف بني آدم.
قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان اسم> قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري اسم> قال: قلت لأبي صفوان اسم> أيها أحب إليك يجوع الرجل فيجلس يتفكر أو يأكل فيقوم فيصلي؟ قال: يأكل ويقوم ويتفكر في صلاته أحب إلي فحدثت به أبا سليمان اسم> فقال: صدق الفكرة في الصلاة أفضل من الفكرة في غير صلاة؛ لأن الفكرة في الصلاة عملان وعملان أفضل من عمل.
قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم اسم> قال: أنبأنا أحمد بن أبي الحواري اسم> قال: سمعت أبا سليمان اسم> يقول: ربما أتيت علي ساعة لا أحب أن يفتح لي الفكر فيها قال أحمد: اسم> معنى هذا إذا تفكر ظهر منه ما لا يحب أن يظهر منه بين الناس.
قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر اسم> قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى اسم> قال: حدثنا محمد بن ثور اسم> عن معمر اسم> عن قتادة اسم> في قوله عز وجل: رسم> وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ قرآن> رسم> يقول: معتبر لمن اعتبر وفي أنفسكم يقول: وفي خلقه أيضا إذا فكر فيه معتبر.
قال: حدثنا عبد الرحمن بن داود اسم> قال: حدثنا عبيد بن محمد اسم> حدثنا أبو الجماهير اسم> عن سعيد اسم> عن قتادة اسم> وعن قوله: رسم> وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ قرآن> رسم> قال: من تفكر في نفسه عرف أنما لينت مفاصله للعبادة.
قال: حدثنا عمر بن بحر اسم> قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري اسم> قال: حدثنا القرقساني اسم> قال: أتي يوسف بن أسباط اسم> بباكورة تمرة فقلبها ثم وضعها بين يديه: وقال: إن الدنيا لم تخلق لتنظر إليها وإنما خلقت لتنظر بها إلى الآخرة.
قال: حدثنا الوليد بن أبان اسم> قال: حدثني محمد بن عمار اسم> قال: حدثنا إسحاق بن سليمان اسم> قال: حدثنا معاوية بن يحيى اسم> عن يونس بن ميسرة اسم> رضي الله عنه قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه وهم يذكرون عظمة الله عز وجل فقال: رسم> ما كنتم تذكرون قالوا: كنا نتفكر في عظمة الله عز وجل فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:- ألا حق في الله فلا تفكروا ثلاثا. ألا فتفكروا في عظم ما خلق الله ثلاثا رسم> .
قال: حدثنا يوسف بن يعقوب النيسابوري اسم> قال: حدثنا أحمد بن عثمان بن أبي الجوزاء اسم> قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث اسم> قال: حدثنا عبد الجليل بن عطية القيسي اسم> قال: حدثنا شهر بن حوشب اسم> عن عبد الله بن سلام اسم> رضي الله عنه قال: رسم> خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ناس من أصحابه وهم يتفكرون في خلق الله عز وجل، فقال -صلى الله عليه وسلم- فيم تتفكرون قالوا نتفكر في خلق الله تبارك وتعالى قال: فلا تفكروا في الله ولكن تفكروا فيما خلق الله، فإنه خلق خلقًا قدماه في الأرض السابعة السفلى، ورأسه قد جاوز السماء العليا، ما بين قدميه إلى منكبيه مسيرة ثلاثمائة عام، وما بين كتفيه إلى أخمص قدميه مسيرة ثلاثمائة عام، فالخالق أعلم من المخلوق سبحان الله العظيم رسم>.
سمعنا هذه الأدلة في الأمر بالتفكر في آيات الله وفي مخلوقات الله التفكر فيها. أي تأملها وتعقل ما فيها من الحكم وما فيها من المصالح، وتعقل إحكامها وعظمتها وسعتها وما أشبه ذلك، فإن في التفكر فيها ما يكسب العبد قوة الإيمان ويزيده عملا ويضاعف جهده في العمل الصالح لمن خلق هذه المخلوقات وأوجدها على هذه الكيفية، فيعرف بذلك أنه ما خلق شيئا عبثا، ويعرف أن هذه لم توجِد نفسها بل الذي أوجدها هو القادر على كل شيء.
مسألة>