اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
156028 مشاهدة
من تعظيم الرب نفي الوالد والولد له

...............................................................................


كذلك أيضا وصف نفسه بأنه لم يلد ولم يولد. أي: نفي للولد الذي أثبته المشركون، وذلك لأن المشركين جعلوا لله أولادا، وقد كثر في القرآن الرد عليهم، وذلك لأن الولد يشبه أباه، والله تعالى لا يشبهه شيء، والولد أيضا يكون أو يرث والده ويشاركه ويكون إلى جانبه، والله تعالى منزه عن مثل ذلك كله. كذلك أيضا وصف نفسه بأنه لم يولد أي: لم يُسبق بعدم ولم يكن قبله أحدٌ، فهو واحد أحد لمْ يسبق بعدم، ثم هو المنشئ للمخلوقات وحده، والذي أوجدها وكونها. فإذا استحضر العبد عظمة الخالق بما ذكر وغيره فإنه لا يلتفت بقلبه إلى غير ربه، بل يقبل على الله تعالى ويعرض عن ما سواه.