شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
ذكر الله تعالى أن الأرض سبع
...............................................................................
ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب اسم> رحمه الله في آخر كتابه كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
قد ذكر الله تعالى أن الأرض سبع في قوله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
الأرض بأجمعها لو سارها إنسان أمكن أن يقطعها في خمسين سنة على قدمه أو أقل أو أكثر، فكيف بخمسمائة سنة. لا شك أن هذا دليل على عظمة هذا الكون. كذلك أيضا ذكروا. ذكر أن كثف كل سماء أي: غلظها مسيرة خمسمائة سنة، وأن ما بين كل سماءين كذلك، وأن فوقها ماء أو بحر من أسفله إلى أعلاه كما بين سماء إلى سماء، وأن فوق ذلك أيضا حملة العرش. ورد أيضا في وصفهم ما يدل على عظمتهم حتى قال -صلى الله عليه وسلم- رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
لا شك أن الذي خلقهم أعظم وأجل من أن يقاس بخلقه، أو أن يعطى أحد من الخلق شيئا من حقه، وإذا عرف المؤمن وتفكر في هذا كله أخذ عبرة وموعظة أنه مخلوق ضعيف؛ أنك مخلوق ضعيف لا تملك شيئا، ولو ملكت ما ملكت فإنك لا تحيط بشيء ولا تملك شيئا، وأن الخلق كلهم من بني آدم لو اجتمعوا على أن يحركوا ساكنا لم يُرِد الله تحريكه لن يقدروا على ذلك، وأنهم جميعا لا يستقلون بإيجاد شيء ما أراد الله تعالى إيجاده.
إذا كان الله أخبر بأن الأرض قبضته وأن السماوات مطويات بيمينه، فهذه الأرض وهذه السماوات حقيرة صغيرة بالنسبة إلى عظمته حتى ورد في حديث أو في أثر عن ابن عباس اسم> ذكره الشيخ رحمه الله في آخر كتاب التوحيد يقول: ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كحبة خردل في يد أحدكم . ماذا تساوي حبة الخردل؟ نبات صغير أصغر من حب الدخن معروف. هذه الحبة حبة خردل يقبض الإنسان مثلا ألفين أو ثلاثة آلاف بكفه، فهذه السماوات بسعتها والأرضين بسعتها في كف الرحمن كحبة خردل.
يعرف المسلم بذلك عظمة الرب سبحانه وتعالى، ثم يعظمه ويعبده حق عبادته، ويعرف بعد ذلك أن الخلق كلهم لا يملكون لأنفسهم فضلا عن غيرهم نفعا ولا ضرا وأنهم لم يخلقوا شيئا بل هم المخلقون، ولو احتالوا ولو فعلوا ما فعلوا ولو صنعوا هذه الصناعات التي أقدرهم الله تعالى عليها، فإن قدرتهم محدودة.
ولذلك نرى أنهم يظهرون العجز عن إدراك الأمور الغيبية، وكذلك عن إدراك الأشياء القريبة. عجزوا مثلا عن إدراك ماهية الروح التي في الإنسان التي يكون بها حيا، وبخروجها يكون ميتا، وكذلك أرواح الحيوانات وما أشبهها. عجزوا عن معرفة كنهها، فإذا عجزوا عن ذلك سلموا الأمر للرب تعالى فعرفوا أنه الذي يملك ذلك كله، وأنه هو الذي يستحق العبادة كما ذكر ذلك أئمة المسلمين وعلماؤهم.
مسألة>