الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
205427 مشاهدة print word pdf
line-top
من تعظيم الرب نفي الوالد والولد له

...............................................................................


كذلك أيضا وصف نفسه بأنه لم يلد ولم يولد. أي: نفي للولد الذي أثبته المشركون، وذلك لأن المشركين جعلوا لله أولادا، وقد كثر في القرآن الرد عليهم، وذلك لأن الولد يشبه أباه، والله تعالى لا يشبهه شيء، والولد أيضا يكون أو يرث والده ويشاركه ويكون إلى جانبه، والله تعالى منزه عن مثل ذلك كله. كذلك أيضا وصف نفسه بأنه لم يولد أي: لم يُسبق بعدم ولم يكن قبله أحدٌ، فهو واحد أحد لمْ يسبق بعدم، ثم هو المنشئ للمخلوقات وحده، والذي أوجدها وكونها. فإذا استحضر العبد عظمة الخالق بما ذكر وغيره فإنه لا يلتفت بقلبه إلى غير ربه، بل يقبل على الله تعالى ويعرض عن ما سواه.

line-bottom