جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
172210 مشاهدة print word pdf
line-top
بالتأمل في المخلوقات نستدل على عظمة الخالق

...............................................................................


كنا نقرأ في كتاب العظمة، وذلك الكتاب يدور حول الأدلة على عظمة الخالق سبحانه وتعالى مثل الكلام على أسمائه الحسنى ودلالة الأسماء على معاني ومعرفة تلك المعاني واعتقاد ثبوتها. كذلك أيضاً على صفات الله تعالى ودلالة تلك الصفات أيضاً على عظمة الخالق، وكذلك أيضاً المخلوقات التي خلقها الله تعالى وجعلها آية ودليلاً على كمال عظمته وجلاله وكبريائه وكمال قدرته سبحانه، ودعا عباده إلى التفكر فيها وتأملها مثل قوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ .
ورد في حديث مرفوع: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها وسئل بعض السلف ما أو بماذا أخرج من هذا الويل؟ فقال: أن يقرأهن وهو يعقلهن، يشير إلى العشر الآيات التي في آخر سورة آل عمران، وأن فيها آيات وعِبر ذكر الله تعالى أن فيها آيات ولكن تلك الآيات إنما هي لأولي الألباب. أي: لأهل العقول الذين يتعقلون ويتأملون فيها، ويعرفون بذلك دلالتها على من خلقها؛ وذلك لأن المخلوقات يُتأمل فيها ويستدل بها على الخالق حيث إن الخالق سبحانه نصب الآيات، والدلالات لعباده ؛ ليستدلوا بها على عظمة الخالق، وإذا عرفوا ذلك عرفوا أنه أهل أن يُعبد وأهل أن يُحمد، وعرفوا أنه تعالى قادر على كل شيء لا يعجزه شيء، وذلك لأن من المشركين من رفع بعض المخلوقات إلى رتبة الخالق فجعلوا مع الخالق آلهة أخرى يعبدونها، فكانوا بذلك متنقصين للخالق ومعظمين للمخلوق فلم يكونوا بذلك معظمين للخالق حق تعظيمه.

line-bottom