الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
173880 مشاهدة print word pdf
line-top
من ثبت له الخلق هو الأحق بأن يعبد

...............................................................................


فيستدل بذلك على أن له خالقا، وأن الخالق هو الرب تعالى الذي لا يعجزه شيء أراده، ثم يستدل بعد ذلك على أن الخالق لهذه المخلوقات هو المستحق للعبادة وحده فيخلص له الدعاء، ويخلص له العبادة، وكذلك أيضاً يعظمه حق التعظيم، ويعترف بعظمته، ويحترم أسماءه وصفاته وكلامه، ويصدق رسله الذين أرسلهم يدعون الناس إلى معرفة الله تعالى وإلى عبادته وحده.
إذا نظرنا في الأدلة التي نصبها الله تعالى لعباده وجدنا أن الله يخبر عباده بهذه الأدلة إما للدلالة على أنه الخالق وحده، وإما للدلالة على أنه المعبود وحده مثل الآيات التي في سورة النمل: أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا ختم الآية بقوله: أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ وهكذا الآيات التي بعدها يختم كل آية بقوله: أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ أي: هل هناك إله يستحق أن يؤله وأن يتخذ إلهاً؟ يعني: معبوداً مع الله تعالى.
الجواب: ليس هناك إله مع الله بل هو الإله وحده، ولو أن العباد ومنهم المخاطبون تأملوا، وقرءوا هذه الآيات وحدها لعرفوا بذلك أنهم ضالون حيث جعلوا مع الله آلهة يُعبدون، ولكن قد تتعجب كيف أنهم يسمعون هذه الآيات ومع ذلك لم يعتبروا بها؟ ولعل الجواب أنهم لا يستمعون. قد حكى الله عنهم أنهم قالوا: لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ ينهى بعضهم بعضاً ينهون سفهاءهم، وصغارهم، ويقولون: لا تستمعوا إلى هذا القرآن مخافة أنهم إذا استمعوه يدخل في قلوبهم.

line-bottom