عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
143305 مشاهدة
نسبة الكرسي إلى العرش

...............................................................................


فمن عظمة الله تعالى إخباره بأنه فوق العرش إخباره بأنه عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وكذلك أيضًا من عظمته وتعظيمه اعتقاد أن العرش محيط بالمخلوقات وأنه أعظم من هذه المخلوقات، وكذلك الكرسي فقد قال الله تعالى: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وقد قيل: إن الكرسي هو العرش نفسه، وقيل: إن الكرسي موضع القدمين، وقيل: إن الكرسي كالمرقاة بين يدي العرش وجاء في حديث ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس الترس هو المجنّ الذي يلبس على الرأس يعني: كاللباس الذي يستر الرأس، ويستر الأذنين مجن ويسمى أيضًا مغفر وترس، والدراهم قطع من الفضة يكون الواحد قدر الظفر ماذا تشغل هذه السبعة دراهم من هذا الترس؟ السماوات مع عظمها والأرضون السبع مع عظمها. نحن لا نشاهد إلا أرضًا واحدة.
الله أعلم ببقية الأرضين السبع، وكذلك السماوات مجموعها في هذا الكرسي، نسبتها إليه كنسبة هذه الدراهم إلى هذا الترس مما يدل عظمة هذا المخلوق الذي هو الكرسي.
كذلك الكرسي أيضًا صغير بالنسبة إلى العرش حتى ورد في حديث مذكور في آخر كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب ما الكرسي في العرش إلا كحلقة ألقيت بأرض فلاة أي: في صحراء من الأرض حلقة يعني: قطعة حديد متلاقية الطرفين ألقيت في فلاة من الأرض ماذا تشغل هذه القطعة؟ ماذا تشغل من هذه الأرض؟ هكذا نسبة الكرسي إلى العرش مما يدل على عظمة العرش الذي خلقه الله تعالى، وخصه بأن جعله سقف المخلوقات محيطًا بالمخلوقات كلها. هذه عظمة العرش مع أنه مخلوق، فكيف بعظمة من خلقه.