الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
147505 مشاهدة
دلائل العلو والفوقية لله تعالى

...............................................................................


وكذلك أيضًا عليم بكل شيء يصف نفسه بأنه عليم بذات الصدور أي بما توسوس به الأنفس قال تعالى: وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ مع كونه فوق عرشه ومع كونه عظيمًا فإنه مع ذلك قريب من عباده يقول الله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فهو سبحانه قريب من عباده كما يشاء، وهو مع ذلك عليّ؛ أي فوق عباده. يقول شيخ الإسلام: فهو سبحانه عليّ في دنوه قريب في علوه أي: مع كونه عليًّا فوق عباده وفوق عرشه فإنه قريب من عباده.
وقد وصف نفسه بأنه على العرش استوى. استوى على العرش كما يشاء وأنه فوق العرش، وفوق عباده أثبت لنفسه الفوقية في قوله تعالى: يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ولا شك أن هذه الفوقية عامة لأنواع الفوقية.
فهو تعالى له فوق الفوقية بكل أنواعها والعلو بكل أنواعه ذكروا أن العلو ثلاثة أنواع علو القدر، وعلو القهر، وعلو الذات، وكذلك الفوقية فوقية القهر، وفوقية القدر، وفوقية الذات فالجميع ثابتة له سبحانه، فكما أنه فوق عباده يعني: عليا عليهم، فكذلك فوقهم يعني قاهر لهم، ومتصرف فيهم غالب لهم لا يغلبه أحد تعالى وتقدس، وكذلك أيضًا فوق خلقه بالقدر بل لا نسبة للمخلوق إلى الخالق، ولا نسبة لقدرة الخلق إلى قدرة الخالق ولا مقاربة بينهما.