تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
172223 مشاهدة print word pdf
line-top
استحضار العظمة من صفاته يهدي المؤمن للطاعة

...............................................................................


كذلك أيضًا قد ذكر في القرآن إجمال شيء من أمور البعث والنشور. يعني: إحياء الموتى بالدار الآخرة، وما يكون بعد ذلك، وهكذا أيضًا أجمل في القرآن من صفات الله تعالى ككمال قدرته وتصرفه في خلقه، وكون المخلوقات صغيرة وحقيرة أمام عظمته سبحانه؛ فذلك كله جاء مجملًا، ثم جاء مفصلًا في السنة، وفي الآثار عن السلف رحمهم الله، وكل ذلك من الأدلة التي تدل على أن العبد الذي يستحضر عظمة الله تعالى هو الذي يعبده حق العبادة، ويطيعه حق الطاعة، وأن الذين عصوا ربهم، وخالفوا أمره، وارتكبوا المحرمات أنهم ما عرفوه حق المعرفة، ولا قدروه حق قدره؛ لذلك قال الله تعالى: مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ فالذين ما عرفوه حق معرفته هم الذين عبدوا غيره، وهم الذين تجرءوا على المعاصي، واستهانوا بالطاعات، وأتوا أسباب سخط الجبار، وفعلوا ما يدخلهم النار، وما يبعدهم عن الجنة فكان ذلك من أسباب عذابهم لجهلهم.

line-bottom