القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
184747 مشاهدة print word pdf
line-top
من عظمة الله تعالى إخباره بأنه فوق العرش

...............................................................................


فمن عظمة الله تعالى إخباره بأنه فوق العرش إخباره بأنه عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وكذلك أيضًا من عظمته وتعظيمه اعتقاد أن العرش محيط بالمخلوقات وأنه أعظم من هذه المخلوقات، وكذلك الكرسي فقد قال الله تعالى: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وقد قيل: إن الكرسي هو العرش نفسه، وقيل: إن الكرسي موضع القدمين، وقيل: إن الكرسي كالمرقاة بين يدي العرش وجاء في حديث ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس الترس هو المجنّ الذي يلبس على الرأس يعني: كاللباس الذي يستر الرأس، ويستر الأذنين مجن ويسمى أيضًا مغفر وترس، والدراهم قطع من الفضة يكون الواحد قدر الظفر ماذا تشغل هذه السبعة دراهم من هذا الترس؟ السماوات مع عظمها والأرضون السبع مع عظمها. نحن لا نشاهد إلا أرضًا واحدة.
الله أعلم ببقية الأرضين السبع، وكذلك السماوات مجموعها في هذا الكرسي، نسبتها إليه كنسبة هذه الدراهم إلى هذا الترس مما يدل عظمة هذا المخلوق الذي هو الكرسي.
كذلك الكرسي أيضًا صغير بالنسبة إلى العرش حتى ورد في حديث مذكور في آخر كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب ما الكرسي في العرش إلا كحلقة ألقيت بأرض فلاة أي: في صحراء من الأرض حلقة يعني: قطعة حديد متلاقية الطرفين ألقيت في فلاة من الأرض ماذا تشغل هذه القطعة؟ ماذا تشغل من هذه الأرض؟ هكذا نسبة الكرسي إلى العرش مما يدل على عظمة العرش الذي خلقه الله تعالى، وخصه بأن جعله سقف المخلوقات محيطًا بالمخلوقات كلها. هذه عظمة العرش مع أنه مخلوق، فكيف بعظمة من خلقه.

line-bottom